للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرَدّ المحذوف؟ فالجواب أنّ تاء التأنيث لا يُعْتَدّ بها؛ لأنّها تُعَدّ منفصلةً بمنزلةِ اسم ضُمّ إلى اسم، فكما أنّك تُصغِّر الصدرَ من الاسمين، فتقول: "حُضَيْرَمَوْتُ"، ولا تُغيِّر الثاني، فكذلك يقع التصغيرُ على ما قبل تاء التأنيث. وقالوا في تصغير "حِرٍ": "حُرَيْحٌ"؛ لأنّ أصله "حِرْحٌ"؛ لأنّه من باب "سَلِسَ"، و"قَلِقَ"، فخفّفوه بحذف لامه. والذي يدلّ على ذلك قولُهم في التكسير: "أحْراحٌ". وتقول في تصغير "فُلٍ" من قول أبي النَّجْم [من الرجز]:

في لَجةٍ أمْسِكْ فُلانًا عن فُلِ (١)

"فُلَيْنٌ" لأنّ الذاهب منه نون، إذ أصلُه "فُلان"، وإنّما خُفِّف، فلمّا صغّروه؛ أعادوا اللام التي هي النون، ولم يُعيدوا الألف لأنها زائدة. والغرضُ يحصل بردّ اللام وحدَها.

وتقول في تصغير "فَم": "فُوَيْهٌ"؛ لأنّ أصله "فَوْهٌ"، بدليل قولهم في التكسير: "أفْواهٌ". وإنّما حذفوا الهاء لَشَبَهها بحروف المدّ، كما تُحذف في "شَفَةٍ"، وأبدلوا من الواو ميمًا، فلمّا صغروه؛ أعادوه إلى أصله.

وأمّا "سَنَةٌ"، فمن قال: "سَنَواتٌ"، قال في تصغيره: "سُنَيَّة"، وأمّا من قال "سانَهْتُه"، قال في التصغير: "سُنَيْهَة". وهكذا تفعل في كلّ منتقِصٍ منه من الثلاثيّ، فتقول في تصغيرِ المسمّى بـ "أن" المخفّفة من الثقيلة: "أُنَيْنٌ"، وفي المسمى بـ "بَخ": "بُخَيْخ"؛ لأنّ أصله التشديد، يدلّ على ذلك قول العَجاج [من الرجز]:

في حَسَب بَخِّ وعِزِّ أقْعَسَا (٢)

وتقول في المسمى بـ "رُبّ" من قوله [من الكامل]:

٨٢٠ - [أَزُهَيْرُ إِنْ يَشِبِ القذالُ فإنَّهُ] ... رُبَ هَيْضَلٍ نَجْبٍ لَفَقتُ بهَيْضَلِ


(١) تقدم بالرقم ٨٩.
(٢) تقدم بالرقم ٦٠٧.
٨٢٠ - التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في الأزهية ص ٢٦٥؛ وجمهرة اللغة ص ٦٨؛ وخزانة الأدب ٩/ ٥٣٥، ٥٣٦, ٥٣٧؛ وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٧٠؛ ولسان العرب ١١/ ٦٩٨ (هضل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥٤؛ وللهذليّ في المحتسب ٢/ ٣٤٣؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٥٢، ١٩٢؛ ولسان العرب ٨/ ٣٣٨ (مصع)؛ ومجالس ثعلب ص ٣٢٥؛ والمقرب ١/ ٢٠٠؛ والممتع في التصريف ٢/ ٦٢٧.
اللغة: القذال: شعر ما بين نقرة القفا وأعلى الأذن. الهيضل: الجماعة من الناس. نجب: سخي كريم، وتروى: لجب: كثير الجلبة مرتفع الصوت. لفقت: جمعت.
المعنى: يا زهيرة حتى لو شاب شعري، فإنني ما زلت قادرًا على جمع جيش مَتبوعًا بجيش في المعارك والحروب.
الإعراب: "أزهير": "أ": حرف نداء للقريب، "زهير": منادى علم مرخّم مبني على الضم المقدّر=

<<  <  ج: ص:  >  >>