للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليستا بتأنيثي أحسن وأسوأ بل هما مصدران كالرجعى والبشرى. وقد خطيء ابن هانيء في قوله [من البسيط]:

٩٣١ - كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... [حصباء در علي أرض من الذهب]

وقول الأعشى [من السريع]:

ولست بالأكثر منهم حصى ... [وإنما العزة للكاثر] (١)

ليست "مِنْ" فيه بالتي نحن بصددها, هي نحو "مِنْ" في قولك: "أنت منهم الفارس الشجاع" أي: من بينهم.

* * *


= الحماسة للمرزوقي ص ٤٠؛ والشعر والشعراء ١/ ٤٣٦؛ وللطهوي في لسان العرب ١/ ٩٦ (سوا).
اللغة: السُّوءى: مصدر كالرُّجعى. يجزون: يحاسبون عقابًا أو مكافأة.
المعنى: إنهم قوم يحسنون إِلى من يحسن إِليهم، ويردون على المسيء بمثل صنيعه.
الإعراب: "ولا": الواو: بحسب ما قبلها، و"لا": نافية. "يجزون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "من حسن": جار ومجرور متعلقان بـ "يجزون". "بسوءى": كإعراب "من حسن". "ولا": الواو: حرف عطف، و"لا": نافية. "يجزون": كإعراب السابق. "من غلظ": جار ومجر ور متعلّقان بـ "يجزون"، وكذلك "بلين".
وجملة "يجزون" الأولى: بحسب ما قبلها، وعطف عليها جملة "يجزون" الثانية.
والشاهد فيه: أن "سُوءَى" مصدر كـ "الرُّجعى" و"البشرَى"، وليست مؤنث "أَسوأ".
٩٣١ - التخريج: البيت لأبي نواس في ديوانه ص ٣٤؛ وخزانة الأدب ٨/ ٢٧٧، ٣١٥، ٣١٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٨٦؛ ومغني اللبيب ٢/ ٣٨٠.
اللغة: الفواقع: ما يعلو الماء أو غيره من النفاخات، ويروى: "فقاقعها". الحصباء: الحجارة الصغيرة.
المعنى: إن الفقاقيع التي علت الكأس شبيهة بالحجارة الصغيرة من الدرّ منثورة على أرض ذهبيّة اللون.
الإعراب: "كأنّ": حرف مشبّه بالفعل. "صغرى": اسم "كأن" منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. "وكبرى": الواو: حرف عطف، و"كبرى": معطوف على "صغرى" منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتعذر. "من": حرف جرّ. "فواقعها": اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متّصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة. "حصباء": خبر "كأن" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. "درّ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "على": حرف جرّ. "أرض": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من خبر "كأن". "من": حرف جرّ. "الذهب" اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف نعت لـ "أرض".
وجملة "كأن صغرى ... حصباء" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
والتمثيل به قوله: "صغرى وكبرى" حيث جاء بأفعل التفضيل مجردًا من "أل" والإضافة ومؤنثًا، وكان حقه أن يأتي به مذكّرًا مفردًا، ولذلك لحّن النحاة أبا نواس في هذا القول وقيل: إنّ الشاعر لم يرد معنى التفضيل، وإنّما أراد معنى الصفة المشبّهة.
(١) تقدم بالرقم ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>