للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال النهي "لا تأتِ زيدًا فيُهِينَك". قال الله تعالى: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} (١)، وقال تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} (٢).

ومثال النفي. "ما تأتيني فَتُحَدِّثَنِي". قال زياد [من البسيط]:

٩٧٠ - وما أُصاحِبُ من قَوْمِ فأذْكُرَهم ... إلا يَزيدُهُمُ حُبًّا إليَّ هُمُ


= والجار والمجرور متعلّقان بـ"سيري". "فنستريحا": الفاء السببية: عاطفة، "نستريحا": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والألف: للإطلاق، والمصدر المؤوّل من "أن نستريحا" معطوف على مصدر مُنْتَزَع ممّا قبله، والتقدير: ليكن منك سير فاستراحة.
وجملة " يا ناق ... " الفعليّة: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (سيري) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "فنستريحا" حيث نصب الفعل المضارع "نستريح" بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية.
(١) طه:٨١.
(٢) طه:٦١
٩٧٠ - التخريج: البيت لزياد بن منقذ في خزانة الأدب ٥/ ٢٥٠، ٢٥٥؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٧١؛ وشرح التصريح ١/ ١٠٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٣٩٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٣٥، ١٣٧، ٤٢٨؛ والشعر والشعراء ٢/ ٧٠١؛ ومعجم الشعراء، ص ٩؛ والمقاصد النحوية ١/ ٢٥٦؛ ولبدر بن سعيد أخي زياد (أو المرار) في الأغاني ١٠/ ٣٣٠؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٨٣؛ وشرح الأشموني ١/ ٥١؛ ومغنى اللبيب ١/ ١٤٦.
المعنى: يقول؛ ما إن تعرّف إلى قوم في أسفاره، وعاشرهم، حتى ازداد لقومه حبًا، وتفضيلاً لهم على سواهم لمكارم أخلاقهم.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "أصاحب": فعل مضارع مرفرع، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنا". "من": حرف جرّ زائد. "قوم": اسم مجرور لفظًا منصوب محلاً على أنه مفعول به لـ"أصاحب". "فأذكرهم": الفاء: السببيّة، "أذكرهم": فعل مضارع منصوب بـ "أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنا"، و"هم": ضمير متصل مبنيّ في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤوّل من "أن أذكرهم" معطوف على مصدر منتَزع مما قبله. "إلا": حرف حصر. "يزيدهم": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أوّل. "حبًّا": مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة. "إليّ": جار ومجرور متعلّقان بـ"يزيد"."هم": ضمير منفصل في محل رفع فاعل "يزيد".
وجملة "ما أصاحب ... ": الفعليّة بحسب ما قبلها. وجملة "أذكرهم": صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "يزيدهم": في محلّ نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "فأذكرهم": حيث نصب الفعل بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية، وشاهد آخر في قوله: " إلا يزيدهم حبًا إليّ هم" حيث فصل الضمير المرفوع "هم"؛ والقياس أن يجيء به ضميرًا متّصلاً بالعامل الذي هو "يزيد" فيقول: "إلَّا يزيدونهم"، ولكنه فَصَله للضرورة. ويحتمل أن يكون فاعل "يزيد" ضميرًا مستترًا تقديره: "هو" يعود إلى المصدر المفهوم من "أذكر"؛ وكأنه قال: "لا يزيدهم ذكري لهم حبًا إليّ"، وعلى هذا يكون الضمير البارز المرفوع في آخر البيت توكيدًا لذلك الضمير المستتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>