للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: فنحن نرجي, وقال [من الطويل]:

٩٧٩ - ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرك اليوم بيداء سملق

قال سيبويه (١): لم يجعل الأول سبب الآخر، ولكنه جعله ينطق على كل حال, كأنه قال فهو مما ينطق، كما تقول إيتني فأُحدثك، أي فأنا ممن يحدثك على كل حال, وتقول ودَّ لوا تأتيه فتحدثه, والرفع جيد كقوله تعالى: {ودوا لو تدهن


= وجملة "لم تأتنا": في محل رفع خبر "أن". وجملة "نرجي": في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: نحن. وجملة "نحن نرجي": معطوفة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "نكثر التأميلا": معطوفة على جملة "نرجي" محلها الرفع.
والشاهد فيه قوله: "فنُرجي" حيث رفعه بعد فاء السببية.
٩٧٩ - التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص ١٣٧؛ والأغاني ٨/ ١٤٦؛ وخزانة الأدب ٨/ ٥٢٤، ٥٢٥؛ والدرر ٤/ ٨١؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٠١؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٤٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٧٤؛ ولسان العرب ١٠/ ١٦٤ (سملق)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٠٣؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٨٥؛ والجنى الداني ص ٧٦؛ والدرر ٦/ ٨٦؛ والرد على النحاة ص ١٢٧؛ ورصف المباني ص ٣٧٨، ٣٨٥؛ والكتاب ٣/ ٣٧؛ ولسان العرب ١/ ٣٠٠ (حدب)؛ ومغني اللبيب ١/ ١٦٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ١١، ١٣١.
اللغة: الربع: مكان الإقامة، أو الدار. القواء: الأرض المقفرة التي لا أنيس فيها. البيداء: الصحراء. السملق: الأرض التي لا نبات فيها، أو الأرض المستوية.
المعنى: جرّد الشاعر من نفسه شخصًا يخاطبه بقوله: ألم تسأل عن أحبابك الدار التي أضحت موحشة بعد أن غادرها أهلها؟ ثم يستدرك فيقول: وهل تجيب صحراء مقفرة؟
الإعراب: "ألم": الهمزة: حرف استفهام، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. "تسأل": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرّك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. "الربع": مفعول به منصوب. "القواء": نعت "الربع" منصوب. "فينطق": الفاء: حرف استئناف، و"ينطق": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. "وهل": الواو: حرف عطف، و"هل": حرف استفهام. "يخبرنك": فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "اليوم": ظرف زمان منصوب متعلّق بـ"تخبرنك". "بيداء": فاعل مرفوع بالضمة. "سملق": نعت "بيداء" مرفوع بالضمة.
وجملة "ألم تسأل الربع": لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائية. وجملة "ينطق": استئنافية لا محل لها من الإعراب، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو، فتكون الجملة "هو ينطق": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هل تخبرنك ... ": معطوفة على جملة "ألم تسأل" لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "فينطق" حيث بقي الفعل المضارع مرفوعًا بعد الفاء الاستئنافية، وليست السببية كما يتوهم.
(١) الكتاب ٣/ ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>