للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيدهنون} (١) , وفي بعض المصاحف "فيدهنوا" (٢) وقال ابن أحمر [من الوافر]:

٩٨٠ - يعالج عاقراً أعيت عليه ... ليلقحها فينتجها حوارا

كأنه قال "يعالج فينتجها", وإن شئت على الابتداء.

* * *

قال الشارح: قد تقدّم القول في نحوِ "ما تَأتِينَا فَتُحدِّثُنَا": إنه يجوز في الثاني النصب والرفع، فالنصب من وجهين، وقد تقدّم الكلام عليهما، والرفع أيضًا من وجهين:

أحدهما: أن تريد بالثاني ما أردت بالأوّل، وتُشْرِك بينهما، فتعطف، "تحدّثني" على "ما تأتيني"، ويكون النفي قد شملهما، كأنه قال: "ما تأتينا، وما تحدّثُنا"، فهو عطف فعل على فعل. ومثله قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (٣)، أي: فلا يعتذرون.


(١) القلم:٩.
(٢) انظر: البحر المحيط ٨/ ٣٠٩؛ وتفسير الرازي ٣٠/ ٨٤؛ ومعجم القراءات القرآنية ٧/ ١٩٦.
٩٨٠ - التخريج: البيت لابن أحمر في ديوانه ص ٧٣؛ والمعاني الكبير ص ٨٤٦، ١١٣٤؛ والكتاب ٣/ ٥٤.
اللغة: العاقر: التي لا تلد. الإلقاح: أن يحمل عليها الفحل حتى تلقح. والحُوَار بضم الحاء، وكسرها: ولد الناقة من الوضع إلى الفِطام، ويُقال: نتَجْتُ الناقةَ أنتجها إِذا أنتجت عندك وأنتَجتْ إذا دنا نِتاجُها.
المعنى: هذا الرجل يحاول مضرتي، وإذلالي، وهو في عجزه عن ذلك كمن يحاول أن يُلْقِحَ عاقرًا أو ينتجها.
الإعراب: "يعالجُ": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. "عاقرًا": مفعول به منصوب. "أعْيتْ": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: حرف للتأنيث، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"أعْيَت". "ليلقحها": اللام: حرف جر يفيد التعليل، و"يلقحها": فعل مضارع منصوب بـ "أن" مضمرة بعد لام التعليل، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". والمصدر الموْول من "أن" والفعل "يلقح" في محل جرّ باللام، والجار والمجرور متعلقان بـ "يعالج"، والتقدير: يعالج عاقرًا لإلقاحها. "فينتجُها": الفاء: حرف استئناف، و"ينتجها": فعل مضارع مرفوع، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "حُوارًا": مفعول به ثانٍ منصوب.
وجملة "يعالج": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعيَتْ": صفة لـ"عاقرًا" محلها النصب.
وجملة "ينتجها": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: رفع "ينتجها" على العطف على "يعالج"، أو على الابتداء، ولو نصب حَملاً على المنصوب قبله، لكان أحسن, لأنّ رفعه يوجب كونَ النتاج ووقوعه، ونتاجُ العاقر لا يكون ولا يقع.
(٣) المرسلات: ٣٥ - ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>