للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشارح: قد استعملت هذه الأفعال على ثلاثة معانٍ كما ذكر:

أحدها: أن تدخل على المبتدأ والخبر لإفادة زمانها في الخبر، فإذا قلت: "أصبح زيد عالمًا"، و"أمسى الأمير عادلًا"، و"أضحى أخوك مسرورًا"، فالمراد: أنّ علم زيد اقترن بالصباح، وعدل الأمير اقترن بالمساء، وسرور الأخ اقترن بالضحى. فهي كـ"كانَ" في دخولها على المبتدأ، وإفادةِ زمانها للخبر، إلّا أن أزمنة هذه الأشياء خاصة، وزمانُ "كانَ" يعُمّ هذه الأوقات وغيرَها، إلّا أن "كانَ" لِما انقطع، وهذه الأفعال زمانُها غير منقطع، ألا ترى أنك تقول: "أصبح زيد غنيًّا"، وهو غنيّ وقتَ إخبارك غيرَ منقطع.

الثاني: أن تكون تامّة تجتزىء بمرفوع لا غير، ولا تحتاج إلى منصوب، كقولك: "أصبحنا"، و"أمسينا"، و"أضحينا"، أي: دخلنا في هذه الأوقات، وصِرْنا فيها، ومنه قولهم: "أفْجَرْنا"، أي: دخلنا في وقت الفجر. قال الشاعر [من الطويل]:

١٠١٩ - فما أفْجَرَت حتّى أُهِبّ بسُحْرَةٍ ... عَلاجِيمُ عِينِ ابنِي صَباحٍ يُثِيرُها


= المعنى: يقول: إنه كريم يطعم الضيوف في أيام الجدب والشدّة.
الإعراب: "ومن فعلاتي": الواو: بحسب ما قبلها، و"من فعلاتي": جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، والياء: ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "أنني": حرف مشبه بالفعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب اسم "أن". "حسن": خبر "أنّ" مرفوع، وهو مضاف. "القرى": مضاف إليه مجرور. "إذا": ظرفية حينية فقدت معنى الشرط مبنية على السكون متعلقة بالجواب المحذوف. "الليلة": فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور. "الشهباء": نعت "الليلة" مرفوع. "أضحى": فعل ماضٍ تام. "جليدها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. والمصدر المؤول من "أنّ" وما بعدها في محلّ رفع مبتدأ. وجملة "الليلة الشهباء": في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة "أضحى جليدها": تفسيريّة لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "أضحى جليدها" حيث ورد الفعل "أضحى" تامًا بمعنى الدخول وقت الضحى.
١٠١٩ - التخريج: البيت لذي الرمّة في ديوانه ص ٢٤٦؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٦١٣؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٥/ ٤٥ (فجر)، ١٩١ (نثر).
شرح المفردات: أفجرت: دخلت في وقت الفجر. السحرة: آخر الليل قُبيل الفجر. العلاجيم: جمع علجوم وهو ذكر الضفادع أو البط.
ما كاد يدخل وقت الفجر حتى أنهضته ذكور الضفادع (أو البط) من نومه بعدما أثارها ابنه صباح.
الإعراب: "فما": الفاء: بحسب ما قبلها (استئنافية)، "ما": نافية لا محلّ لها. "أفجرت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: "هي". "حتى": حرف غاية وابتداء. "أهب": فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح. "بسحرة": جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما. "علاجيم": نائب فاعل مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. "عين": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "ابني": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضافٍ إليه. "صباح": بدل من "ابني" مجرور بالكسرة. "يثيرها": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>