للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أنّ رافع الخبر هو الابتداء فقط (١)، وإلى أنّ "لن" تفيد تأكيد النفي (٢).

أمّا أسلوب "المفصّل" فقد أراد الزمخشريّ كما يقول في مقدمة هذا الكتاب أن يتصف بالإيجاز غير المُخِلّ والتلخيص غير الممِلّ، لكنه، كما يقول ابن يعيش في مقدمة شرحه لهذا الكتاب، اشتمل "على ضروب منها لفظ أغربت عبارته فأشكل، ولفظ تتجاذبه معانٍ، فهو مجمل، ومنها ما هو بادٍ للأفهام إلّا أنّه خالٍ من الدليل مهمل".

ولهذا السبب كَثر شُرّاح الكتاب.

وكان للمفصّل أهمّيَة كبيرة لدى العلماء، فأقبلوا عليه ثناءً وشرحًا، ونظمًا، واختصارًا، وردًّا على أخطائه (٣).

ومن الذين أثنوا عليه ابن يعيش، فقد قال في مقدمة كتابه "شرح المفصّل": إنّه كتاب جليل القدر، نابه الذكر، جمعت فصوله أصول علم النحو، وأوجز لفظه، فتيسَّر على الطالب تحصيله. ووصفه حاجي خليفة بأنه كتاب "عظيم القدر" (٤).

وقال فيه الشاعر [من الطويل]:

إذا ما أردتَ النحو هاك محصَّلا ... عليكَ من الكتبِ الحسانِ مُفَصَّلا (٥)

وقال الآخر [من الطويل]:

مفصَّلُ جارِ الله في الحسنِ غايةٌ ... وألفاظُهُ فيه كدُرٍّ مُفَصَّلِ

ولولا التُقى قلت: المفصَّلُ مُحْجِرٌ ... كآيٍ طوالٍ من طوالِ المفصَّلِ (٦)

ومن الذين شرحوه (٧):

- أحمد بن أبي بكر الحلواني (ت ٦٢٠ هـ / ١٢٢٣ م) (٨).

- أحمد بن محمَّد المقدسي القاضي (ت ٦٣٨ هـ / ١٢٤٠ م) (٩).


(١) المفصل ص ٥٣.
(٢) شرح المفصل ٨/ ١١.
(٣) تاريخ الأدب العربي ٥/ ٢٢٥ - ٢٢٧؛ وكشف الظنون ص ١٧٧٥ - ١٧٧٦.
(٤) كشف الظنون ص ١٧٧٤.
(٥) كشف الظنون ص ١٧٧٤.
(٦) المصدر السابق ص ١٧٧٤.
(٧) انظر: تاريخ الأدب العربي ٥/ ٢٢٥ - ٢٢٧؛ وكشف الظنون ص ١٧٧٥ - ١٧٧٦. وقد رتبنا أسماء الشرّاح ترتيبًا ألفبائيًا.
(٨) كشف الظنون ص ١٧٧٤.
(٩) كشف الظنون ص ١٧٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>