للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضرورةٌ، وهو رديءٌ في الكلام لا يجوز، وإنّما لمّا اضطُرّ الشاعر حين وصل إلى التحريك؛ لأنّه لا يجتمع ساكنان في الوصل على غير شرطه، حرّكه. وقد رُويت بضمّ الهاء وكسرِها، فالكسرُ لالتقاء الساكنين، والضمُّ على التشبيه بهاء الضمير في نحو: "عَصاهُ"، و"رَحاهُ". وبعد هذا البيت [من الرجز]:

إذا أتَى قَرَّبْتُهُ بما شاء ... من الشَّعير والحَشيش والماء

ومعناه أنّ عروة كان يُحبُّ عفراءَ. وفيها يقول [من الرجز]:

١٢١٠ - يا رَبَّ يا رَبّاهُ إيّاكَ أسَل ... عَفْراءَ يا رَبّاهُ من قَبلِ الأجَلْ

فإن عَفْراءَ من الدُّنيا الأمَلْ

ثمّ خرج، فلقي حمارًا عليه امرأةٌ، فقيل له: هذا حمارُ عفراءَ، فقال [من السريع]:

يا مرحباه بحمار عفراء

فرحّب بحمارها لمَحبّته لها، وأعدّ له الشعيرَ والحشيشَ والماءَ. ونظيرُ معناه


١٢١٠ - التخريج: البيت لعروة بن حزام في خزانة الأدب ٧/ ٢٧٠، ٢٧٣، ١١/ ٤٥٨، ٤٥٩، ٤٦٠؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ٩١؛ وشرح شواهد الشافية ص ٢٢٨؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٩٣؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٨٠ (ها).
اللغة: أسل: مخفّف أسأل، أي أطلب وأرجو. الأجل. يوم الوفاة.
المعنى: يقول: يا ربّ لا أسأل سواك، وكلّ طلبي أن ألتقي عفراء قبل أن أموت، فهي كلّ أملي في هذه الدنيا.
الإعراب: "يا ربّ": حرف نداء، ومنادى مضاف منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة، وهي ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "يا رباه": حرف نداء، ومنادى مضاف منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المنقلبة ألفًا، وهي ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه، والهاء للسكت لا محلّ لها. "إياك": ضمير منفصل مبني في محلّ نصب مفعول به مقدّم. "أسل": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وسكن لضرورة الوزن، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا."عفراء": مفعول به ثانِ منصوب بالفتحة. "يا رباه": تعرب كسابقتها. "من قبل": جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل "أسل". "الأجل": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكّن لضرورة الوزن. "فإن": الفاء: حرف للاستئناف، "إن": حرف مشبّه بالفعل. "عفراء": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "من الدنيا": جارّ ومجرور بكسرة مقدّرة على الألف للتعذّر، متعلّقان بحال محذوفة مقدمة من "الأمل". "الأمل": خبر "إن" مرفوع بالضمّة، وسكّن لضرورة الوزن.
وجملة النداء الأولى ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب، والثانية بدل منها لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أسأل إياك": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة النداء معترضة لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن عفراء الأمل": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب كذلك.
واستشهد به الشارح للدلالة على حبّ عروة لعفراء. وفي هذا البيت شاهد للنحاة هو قوله: "يا رباهُ" حيث حرّك هاء السكت ضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>