للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر [من المتقارب]:

فرجت الظلام بأمّاتكا

إلّا أنّ "الأمّهات" في الأناسيّ أكثرُ، و"الأُمّات" في البهائم أغلبُ. وقد جاءت "الأمّهات" أيضًا في البهائم. قال الشاعر [من السريع]:

١٢٧٢ - قوّال مَعُروفٍ وفَعّالِهِ ... عقّارِ مَثنى أُمَّهاتِ الرَّباع

والأوّل أكثر.

وقد أجاز أبو بكر أن تكون الهاء هنا أصلًا؛ لقولهم في الواحد: "أُمَّهةٌ". قال الشاعر [من الرجز]:

أمّهتي خندف وإلياس أبي (١)

ويؤيّد ذلك: "تَأَمَّهْتُ أُمًّا"، ويكون وزنه "فُعَّلَةَ" بمنزلة "أُبَّهَةٍ"، و"عُلَّفةٍ"، و"قُبَّرَةٍ". والمذهبُ الأوّل؛ لقولهم: "أُمٌّ بيّنةُ الأُمُومة" وهذا ثبتٌ. وقولهم: "أُمَّهَةٌ" قليل شاذّ، و"تَأمَّهْت أُمًّا" أقلُّ منه. قال (٢)، وهو من مسترذَلِ كتاب العين. والقولُ في ذلك أنّ


= مضاف. "منذر": مضاف إليه مجروو بالكسرة. "ومحرق": حرف عطف واسم معطوف مجرور. "أماتهن": خبر "كانت" منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"هنّ": ضمير متَّل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. "وطرقهن": الواو حرف عطف، و"طرقهن": اسم "كان" مرفوع بالضمَّة، وهو مضاف، و"هن": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "فحيلًا": خبر "كان" منصوب بالفتحة.
وجملة "كانت هجائن ... " ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "كان طرقهن فحيلًا معطوفة لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: جمع "أمّ" على "أمّهات".
١٢٧٢ - التخريج: البيت للسفاح بن بكير في خزانة الأدب ٦/ ٩٧؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١٣٦٣؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٩٦؛ ولسان العرب ١٢/ ٢٩ (أمم)؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٤٠٢؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٦٥؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٣٨٣.
اللغة: العَقَّار: النحَّارِ: ومثنى: أي واحدةً بعد أخرى. والرِّباع بالكسر جمع رُبَع بضم ففتح، وهو ما ينتج في أول نتاج الإِبل، وخَصَّ أمهات الرِّباح لأنها عزيزة.
المعنى: يصف فارسًا أو سيدًا بأنه لا يقول إلا أحسن القول ولا يفعل إلّا أحسن الفعل، وهو جَواد كثيرًا ما ينحر كرام نوقه.
الإعراب: "قوالِ": صفة لموصوف مجرور ذكر قبلًا. "معروف": مضاف إليه. "وفعَّاله": الواو: حرف عطف، "فعَّاله": معطوف على "قوَّال" والهاء: مضاف إليه. "عقَّار": صفة ثانية. "مثنى": مضاف إليه، و"أمّهات" مضاف إليه أيضًا، وكذلك "الرّباع".
والشاهد فيه قوله: أنَّ "أمهات" جمع "أم" بزيادة الهاء لس خاصًا بالناس، وإن كان هذا هو الغالب، فقد عَبَّر به الشاعر هنا عما لا يعقل.
(١) تقدم منذ قليل.
(٢) أي: الزمخشري.

<<  <  ج: ص:  >  >>