للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليسا بِـ "أفْعَل" كـ"أَدْرَع"، و"أَوْلَجَ". ولذلك لو صغرتَ نحو: "واصِلٍ" و"واقِيَةٍ"، لَقُلتَ: "أُوَيْصِلٌ"، و"أُوَيْقِيَةٌ". والأصل: "وُوَيْصل"، و"وُوَيْقية"، فالقلبُ هنا همزة له سببان: أحدهما اجتماعُ الواوَين، والثاني انضمامُ الواو للتصغير، فاعرفه.

* * *

قال صاحب الكتاب: والجائز إبدالها من كل واو مضمومة وقعت مفردة فاءً, كأجوهٍ، أو عيناً غير مدغم فيها كـ "أدؤرٍ"، أو مشفوعة عيناً كـ "الغؤور", و"النؤور".

* * *

قال الشارح: إذا انضمّت الواو ضمًّا لازمًا، جاز إبدالها همزةً جوازًا حسنًا، وكان المتكلّم مخيرًا بين الهمزة والأصل، فاءً كانت الهمزةُ أو عينًا، وذلك نحو: "وُجوهٍ" و"أُجوهٍ"، و"وُقِّت" و"أُقَّت"، وفيما كان عينًا، نحو: "أَذؤُرٍ" في جمع "دَارٍ"، و"أثْؤُبٍ" في جمع "ثَوْبٍ". قال عمر بن أبي رَبِيعَةَ [من الطويل]:

١٢٧٥ - [فَلَمَّا فَقَدْت الصوتَ منْهُمُ] وأُطْفِئَت ... مَصابِيحُ شَبَّت بالعِشاء وأَنْؤُرُ

وقال آخر [من الرجز]:

١٢٧٦ - لكلِّ دَهرٍ قد لَبِسْت أَثْؤُبا


(١) في الطبعتين: "تضمَّنتْ" وقد صوّبتها طبعة ليبزغ في ذيل التصحيحات ص ١٤٩٩.
قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذا الهامش كان في صفحة سابقة، ونقلناه إلى مكانه الصحيح هنا، بعد الرجوع لطبعة ليبزغ

١٢٧٥ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٩٦؛ وخزانة الأدب ٥/ ٣١٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٥١٢؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢/ ٣٠٤.
اللغة: شُبْت: أُشعِلَتْ.
المعنى: يريد أنَّه لمَّا اطمأن إلى أن أهل حبيبته ناموا أقبل عليها في ديارهم.
الإعراب: "فلما": الفاء: بحسب ما قبلها، "لمَّا": ظرفية حينية مبنية على السكون في محل نصب، فيها معنى الشرط عند بعضهم. "فَقَدْتُ": فعل ماض، والتاء: فاعله. "الصوت": مفعول به. "منهم": جار ومجرور متعلقان بحال من "الصوت". "وأُطفئَتْ": فعل ماضٍ مبني للمجهول، والتاء: للتأنيث. "مصابيحُ": نائب فاعل مرفوع بالضمة. "شُبَّتْ": فعل ماض مبني للمجهول والتاء: للتأنيث، ونائب الفاعل مستتر جوازًا تقديره: هي. "بالعِشاء": جار ومجرور متعلّقان بـ"شُبتْ". "وأَنْؤر": الواو: حرف عطف. "أنور": معطوف على "مصابيح".
وجملة "فقدتُ": مضاف إليها محلها الجر. وجملة "طفئت مصابيح": معطوفة على "فقدت". وجملة "شُبَّتْ": صفة لـ "مصابيح" محلها الرفع.
والشاهد فيه قوله: "أَنْؤر" حيث جاز إبدال الواو همزة لأنّ الواو مضمومة ضمًّا لازمًا.
١٢٧٦ - التخريج: الرجز لمعروف بن عبد الرحمن في شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٩٠؛ ولسان العرب ١/ ٢٤٥ (ثوب)؛ وله أو لحميد بن ثور في شرح التصريح ٢/ ٣٠١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٢٢؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢/ ٨٠٤؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٧٢؛ والكتاب ٣/ ٥٨٨؛ ولسان العرب٢/ ٦٠٢ (ملح)؛ ومجالس ثعلب ص ٤٣٩؛ والمقتضب ١/ ٢٩، ١٣٢، ٢/ ١٩٩؛ والممتع في التصريف ١/ ٣٣٦؛ والمنصف ١/ ٢٨٤, ٣/ ٤٧.
الإعراب: "لكلّ": جار ومجرور متعلّق بـ"لبست"، وهو مضاف. "دهر": مضاف إليه مجرور =

<<  <  ج: ص:  >  >>