للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصححوا العين لأنها في معنى ما يجب فيه تصحيحها، وهو افْعَالَّ وتفاعلوا، ومنهم من لم يلمح الأصل فقال: "عارَ يَعارُ" قال [من الوافر]:

١٣٣١ - [تُسائِلُ بابنِ أحمَرَ من رآه] ... أعارت عينه أم لم تَعارا

وما لحقته الزيادة من نحو عَوِرَ ,في حكمه، تقول "أَعْوَرَ الله عينه" و"أَصْيَدَ بعيره"، ولو بنيت منه استفعلت لقلت استعورت، وليس مسكنه من لَيِسَ كصَيِدَ، كما قالوا عَلْمَ في عَلِمَ، ولكنهم ألزموها الإسكان, لأنها لما لم تصرَّفْ تصرُّفَ أخواتها لم تجعل على لفظ صيد ولا هاب، ولكن على لفظ ما ليس من الفعل؛ نحو: "ليت"، ولذلك لم ينقلوا حركة العين إلى الفاء في "لَسْتُ". وقالوا في التعجب "ما أقوله" و"ما أبيعه". وقد شذ عن القياس؛ نحو أجودت واستروح واستحوذ واستصوب وأطيبت وأغيلت وأخيلت وأغيمت واستفيل.

* * *

قال الشارح: قد ذكر في هذا الفصل أشياء شذّتْ عن القياس، فصحّت، فمن ذلك قولهم: "عَوِرَ"، و"صَيِدَ البعيرُ" جاؤوا بهما على الأصل, لأنهما في معنى ما لا بد من صحة الواو والياء فيه, لأنّ "عَوِرَ" في معنى "اعْوَرَّ" فلمّا كان "اعورّ" لا بد له من الصحّة


١٣٣١ - التخريج: البيت لابن أحمر في ديوانه ص ٧٦؛ وأدب الكاتب ص ٥٠٨؛ والأزهيّة ص ٢٦٢؛ وجمهرة اللغة ص ٦٨؛ وشرح شواهد الشافية ص ٣٥٣؛ ولسان العرب ٤/ ٦١٣ (عور)، ٥/ ٣٤ (غور)؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٣٨٢؛ وجمهرة اللغة ص ٧٧، ١٠٦٦؛ وخزانة الأدب ٥/ ١٩٨؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ٩٩؛ ولسان العرب ٤/ ٦١٢ (عور)؛ والمنصف ١/ ٢٦٠، ٣/ ٤٢.
اللغة: عارت: عَوِرت. تعار: تُعوَر.
الإعراب: "تسائِل": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوزًا تقديره: هي. "بابن": جار ومجرور متعلقان بـ "تسائل". "أحمر": مضاف إليه مجرور بالفتحة عِوضًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. "من": اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به. "رآه": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والهاء ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. "أعارت": الهمزة للاستفهام، و"عارت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. "عينه": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. "أم": حرف عطف. "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "تعارا": فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرّك بالفتح لالتقاء الساكنين والقافية، والألف للإطلاق.
وجملة "تسائل": بحسب ما قبلها. وجملة "رآه" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول. وجملة "أعارت عينه أم لم تعارا": تفسيرية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "أعارت عينه أم لم تعارا" حث قلب الواو ألفًا، والقياس تصحيها: "أعورت عينه أم لم تعور".

<<  <  ج: ص:  >  >>