للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"لا غلامَينِ لك"، و"لا ناصرِينَ لك"، وأمّا قولهم: "لا أبَا لك"، و"لا غلامَي لك"، و"لا ناصرِي لك"، فمشبة في الشُذوذ بالمَلامِح، والمَذاكير، و"لَدُن غُذوَة". وقَصْدُهم فيه إلى الإضافة وإثباتُ الألف وحذتُ النون لذلك. وإتما أُقحمَت اللام المضيفة توكيدًا للإضافة، ألا تراهم لا يقولون: "لا أبا فيها"، و"لا رَقِيبَي عليها"، و"لا مُجِيرِي منها"، وقَضاء من حق المنفي في التنكير بما يظهَر بها من صورةِ الانفصال".

* * *

قال الشارح: إذا كان بعد الاسم المنفيّ لامُ الإضافة، نحوَ: "لا غلامَ لك"، و"لا ناصرَ لزيدٍ فلك في الاسم المنفيّ وجهان:

أحدُهما: أن يُبنَى مع "لا"، ويكون حذفُ التنوين معه كحَذْفه مع "خمسةَ عشرَ" وبابِه، وتكون اللامُ في موضع الخبر أو في موضع الصفة للاسم، ويكون الخبرُ محذوفًا، وهذا الوجهُ هو الأصلُ والقياسُ.

والوجه الثاني: أن يكون مضافًا إلى ما بعد اللام، وتكون اللامُ زائدةً مُقْحَمَةً، ويكون حذفُ التنوين منه كحذفه من قولك: "لا غلامَ رجلٍ عندك"، ويكون المنفيُّ معرَبًا غيرَ مبنيّ منفصلاً من "لا" النافي، وليسا كالشيء الواحد.

فعلى هذا تقول: "لا أبَ لك"، و"لا أخَ لعمرو"، فيكون الاسمُ المنفيّ مبْنيًّا مع النافي، ويكون الجارُّ والمجرور في موضع الخبر، أو في موضع الصفة، والخبرُ محذوفٌ، فإذا كان صفة، جاز أن يكون محلُّه نصبًا على اللفظ، وجاز أن يكون محلّه


= اللغة: واضحة.
الإعراب: "أبي": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "الإسلامُ": خبر مرفوع بالضمة. "لا": نافية للجنس. "أبَ": اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. "لي": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر "لا". "سواه": اسم منصوب على الاستثناء، منصوب بالفتحة المقدرة على الألف، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جرّ بحرف الجرّ. "إذا": اسم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلِّق بخبر "لا"، أو بها لما فيها من معنى النفي. "افتخروا": فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: فارقة. "بقيس": جار ومجرور متعلقان بـ "افتخروا". "أو": حرف عطف: "تميم": معطوف على "قيسٍ" مجرور بالكسرة.
وجملة "أبي الإِسلام": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا أب لي سواه": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "افتخروا": مضاف إليها محلها الجر.
والشاهد فيه جعله الجار والمجرور خَبر "لا" في قوله: "لا أبَ لي"، ولو كان قاصدًا الإضافة وتوكيدها باللام الزائدة لقال: لا أبا لي.

<<  <  ج: ص:  >  >>