للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ضوراب" حُذف لمَنْعِ الصرف، لا للإضافة، وحُذف من "ضاربُك" لاتّصالِ الكناية، لا للإضافة. فهذان المذهبان.

فأمّا ما ذكره صاحبُ الكتاب، فمذهبٌ ثالثٌ لا أعرِفُه، وإنّما لزم حذفُ التنوين والنونِ مع علامةِ المضمر المتّصِل, لأنّ علامةَ المضمر غيرُ منفصِلة من الاسم الذي اتّصلت به، ولا يُتكلّم بها وحدَها، وهي زائدةٌ، ومحلُّها آخِرُ الكلمة، كما أنّ النون والتنوين كذلك. فلمّا كان بينهما هذه المُقارَبةُ، تَعاقَبا، فلم يُجمَع بينهما لذلك.

فأمّا البيت الذي أنشده وهو [من الخفيف]:

أَيُّهَا الشاتِمِي ... إلخ

البيت لعبد الرَّحمن بن حَسّان، أنشده شاهدًا على ما ادَّعاه، وزعم أنّ الياء في موضعِ جرّ، والصوابُ أنها في موضعِ نصب، وذلك على رأى سيبويه، وأبي الحسن جميعًا، فأمّا قوله [من الطويل]:

هُمُ الآمِرون الخَيْرَ والفاعِلونه ... إذا ما خَشَوْا من مُحْدَثِ الأمر مُعْظِمَا

فإنّه أنشده سيبويه، وزعم أنّه مصنوعٌ (١)، وموضعُ الشاهد الجمعُ بين النون والضمير في قوله: "الفاعلونه". وحكمُ المضمر أن يُعاقِب النونَ والتنوينَ, لأنّه بمنزلتهما في الاتّصال والضُعْفِ، ومثلُه قول الآخر [من الطويل]:

٣٥٠ - ولم يَرْتَفِقْ والناسُ مُحْتَضِرُونَهُ ... جَمِيعًا وأَيْدِي المُعْتَفينَ رَواهِقُهْ


(١) الكتاب ١/ ١٨٨.
٣٥٠ - التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٤/ ٢٦٦ , ٢٧١؛ والكتاب ١/ ١٨٨؛ والمقرب ١/ ١٢٥.
اللغة: يرتفق: يتكىء على مرفقه، وهي هنا كناية عن الانشغال. محتضرونه: حاضروه وشاهدوه.
المعتفون: جمع المعتفى وهو طالب الإحسان. رواهقه: من يغشونه ويأتون إليه.
الإعراب: "ولم": الواو: بحسب ما قبلها, لم: حرف جزم وقلب ونفي. "يرتفق": فعل مضارع مجزوم، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: هو. "والناس": الواو: واو الحال، الناس: مبتدأ مرفوع بالضمّة. "محتضرونه": خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل. "جميعًا": حال منصوبة بالفتحة. "وأيدي": الواو: حالية، أيدي: مبتدأ مرفوع بضمة مقدّرة على الياء، وهو مضاف. "المعتفين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. "راوهقه": خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة.
جملة "لم يرتفق": بحسب ما قبلها. وجملة "الناس محتضرون": في محلّ نصب حال, وكذلك جملة "أيدي المعتفين رواهقه".=

<<  <  ج: ص:  >  >>