للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "مع الإيجاز غيرِ المُخِلِّ".

"الإيجازُ": الإقلالُ، يقال: "كلامٌ وَجْزٌ ووَجِيرٌ ومُوجِرٌ"، إذا قلَّ مع تمام المعنى، وما أَحْسَنَ قول ابن الرُّوميّ يصف امرأةً تُطِيب الحديثَ [من الكامل]:

٢٥ - وحديثُها السِّحْرُ الحَلالُ لَوَ اَنَّهُ ... لم يَجْنِ قَتْلَ (١) المُسْلِمِ المتحرِّزِ

إِنْ طَالَ لم يُمْلِلْ وإِنْ هي أَوْجَزَتْ ... وَدَّ المُحَدَّثُ أنّها لم تُوجِز

شَرَكُ القُلُوبِ وفِتْنَةٌ ما مِثْلُهَا ... للمُطْمَئِنِّ وعُقْلَةُ المُسْتَوْفِزِ (٢)

"المُخِلُّ": المُهْمِلُ، يقال: "أَخَلَّ بكذا"، إذا أَهْمله وتركه، كأنَّه مأخوذٌ من الخَلَل، وهو الفُرجَة بين الشيئين.

...

"والتلخيصِ غيرِ المُمِلِّ مُناصَحةٌ".

"التلخيصُ": الشرح والتبيين، يقال: "لخّصتُ له المعنى"، إذا شرحتَه وبيّنته له. و"المَلَلُ": السَّآمَةُ، يقال "مَلِلْتُ الشيء أَمَلُّه"، إذا سَئِمْتَه، والمعنى: إِنّني أوجزت العبارةَ من غير تَرْكِ شيءٍ من الفوائد، وبيّنتُه بشرحي من غير إملالٍ بطول العبارة. و"المناصحة": المفاعلة من النُّصْح، وهو خلاف الغشّ.

* * *

وقوله: "لمقتبسِيه": أي لمستفيديه، يقال: أَقْبَسْتُ الرجلَ عِلمًا، وقبستُه نارًا، واقتبستُ منه علمًا ونارًا. قال الكسائيّ: أقبستُ الرجلَ علمًا ونارًا سواءٌ، وقبستُه فيهما.

* * *

وقوله: "أرجو": أي آمُلُ، تقول: رَجَوْتُهُ أَرْجُوه رَجْوًا، وارتجَيْتُه أَرْتَجِيهِ ارتجاءً، وتَرَجَّيْتُه أَتَرجَّاه تَرَجِّيًا.

* * *

وقوله: "أَنْ اجْتَنِيَ منها ثَمَرَتَيْ دُعاءٍ يُستجاب، وثَناءٍ يُستطاب"، يقال: "جنيتُ الثمرةَ واجتنيتُها": اقتطفتُها، وثمرٌ جَنِيُّ حينَ يُقْطَف، و"الثَّمَرَةُ": واحدُ الثِّمار، و"الثَّمَرُ" جنسٌ، وثمرةُ كلّ شيءٍ ما يُنْتِجُهُ. و"الدُّعاءُ": مصدرُ "دَعَا يَدْعُو" و"الدَّعْوَةُ": المرّة الواحدة. و"المستجاب": المقبول، و"الثناء": الكلام الجميل، و"المستطاب": الطيِّب.

* * *


(١) في طبعة ليبزغ: "قُبُل"، تحريف. وفي الطبعة المصريّة: "قتلُ"، خطأ. وفي الديوان "تجنِ".
(٢) الأبيات في ديوانه ٣/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>