للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإسكان تخفيفٌ. والتضعيفُ لكرَاهيةِ وقوعِ الواو طَرَفًا، وقبلَها ضمّةٌ. وتقول في التثنية: "هُمَا"، والكلام عليها على نحو من الكلام على "أَنْتُمَا" إلّا أنّ "أنتما"، ليس فيه حذفٌ. وقيل: إنّ أصلَ "هُمَا": "هُومَا"، فحُذفت الواو، قالوا: لأنّها لو بقيت، لَوجب ضمُّها؛ لأنّ هذه الميم يُضَمّ ما قبلها، والضمّةُ تُستثقل على الواو المضمومِ ما قبلها، فحُذفت الضمّة للثقل. ولمّا سكنت الواوُ، تَطرّق إليها الحذفُ لضعْفها، وذلك لئلاّ يُتوهّم أنّهما كلمتان منفصلتان أعني "ما" و"هُوَ". وثبتت الألفُ في "هما" كما ثبتت في "أنتما".

وتقول في جمع المذكّر: "هُمُوا"، تزيد "ميمًا" و"واوًا" علامة للجمع، كما زادوهما لذلك في "قاموا" و"أنتموا". هذا هو الأصلُ، أعني إثباتَ الواو، وقد تُحذَف الواو فِرارًا من ثِقَلها ولأن اللبس مرتفِعٌ؛ لأنّه لا يُلْبِس بالواحد؛ لأنّ الواحد لا ميمَ فيه، والتثنيةُ يلزمُها الألفُ بعد الميم. ولمّا حُذفت الواو، أُسكنت الميم؛ لأنّ في إبقاء الضمّة إيذانًا بإرادة الواو المحذوفةِ، إذ كانت من أعراضها.

وتقول في الواحدة المؤنّثة: "هي"، بفتح الياء، كأنّهم قوّوها بالحركة، إذ كان الضميرُ المنفصل عندهم يجري مجرى الظاهر. وأقَلُّ ما يكون عليه الظاهرُ ثلاثةُ أحرف، ولما كان "هُوَ"، و"هِيَ" على حرفَيْن، قُوّيا بالحركة، وكانت الفتحة أَوْلى لخفّتها. وذهب الكوفيون إلى أن الاسم الهاء وحدها، كما ذكرنا في "هُوَ" الذي للمذكّر، واحتجّوا لذلك بحذفِ الياء في نحو قوله [من الرجز]:

٤٥١ - دِيارُ سُعْدَى إذهِ من هَواكَا


= بـ "علقم"، أو بمحذوف نعت "علقم". "صبّه": فعل ماضٍ، والهاء: ضمير متّصل في محل نصب مفعول به. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع. "علقم": خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة "إن لساني شهدة": بحسب ما قبلها. وجملة "يشتفى بها": في محلّ رفع نعت "شهدة". وجملة "هو علقم": معطوفة على جملة "إن لساني ... ". وجملة "صبّه الله": صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "وهو" بتشديد الواو.
٤٥١ - التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٢/ ٥, ٨/ ١٣٨؛ والخصائص ١/ ٨٩؛ والدرر ١/ ١٨٨؛ ورصف المباني ص ١٧؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٣٤٧؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٨٣؛ وشرح شواهد الشافعية ص ٢٩٠؛ والكتاب ١/ ٢٧؛ ولسان العرب ١٥/ ٣٧٦ (هيا)؛ وهمع الهوامع ١/ ٦١.
المعنى: هلا عرفت دار سعدى القائمة في منطقة تبراك، هي دار الحبيبة التي لم يقم لها قائم إلا بفضل عشقك لها.
الإعراب: "ديار": خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، مرفوع بالضمة الظاهرة. "سعدى": مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف. "إذه": "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بمحذوف صفة ل"دار"، والهاء: ضمير "هي": في محل رفع مبتدأ. "من هواكا": جار ومجرور=

<<  <  ج: ص:  >  >>