للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كوَصْلهم القافيةَ المُطْلَقة بهذه الحروف، نحو قوله [من الوافر]:

٥٠٨ - [متي كان الخيامُ بذي طلوح] ... سُقِيتِ الغَيْثَ أيتُهَا الخِيامُو

ونحو قوله [من الوافر]:

أَقِلي اللَوْمَ عَاذِلَ والعِتابَا ... [وقولىِ إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصابا] (١)

ونحو [من الطويل]:

[قِفا نبْكِ من ذكرى حبيب ومَنزِلِ ... بِسقْطِ اللوى] بَيْنَ الدخُولِ فَحَوْمَلِي (٢)

وقال المبرّد: أدخلوا هذه الحروف قبل الحركات، فالواوُ في "مَنُو" قبلَ ضمّة النون، والألفُ في "مَنَا" قبل الفتحة، والياءُ في "مَنِي" قبل الكسرة. وإنّما حركوا النون، وأصلُها البناء على السكون لعِلتَيْن: إحداهما: أنّك تقول في النصب: "مَنَا"، فتفتح النون, لأن ما قبل الألف لا يكون إلَّا مفتوحًا. فلمّا وجب تحريكُها في النصب، حركوها في الرفع والجرّ، ليكون الجميعُ على منهاج واحد، لا يختلف. والعلةُ الثانية أن الواو


٥٠٨ - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص ٢٧٨؛ والأغاني ٢/ ١٧٩؛ وجمهرة اللغة ص ٥٥٠؛ والجنى الداني ص ١٧٤؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١٢١؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٤٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣١١، ٢/ ٧٨٥؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٦١٧؛ والكتاب ٤/ ٢٠٦؛ ومعجم ما استعجم ص ٨٩٣؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٩؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ١٦٤؛ وسر صناعة الإعراب ١/ ٤٧٩، ٤٨٠، ٤٨١، ٥٠٢، ٥٠٣؛ وشرح الأشموني ٣/ ٧٦٢؛ ولسان العرب ١٤/ ٣٤٩ (روي)، ١٥/ ٢٠٩ (قوا)؛ والمنصف ١/ ٢٢٤.
اللغة: ذو طلوح: واد في أرض بني العنبر من تميم، سمي به لكثرة شجر الطلح به، وهو شجر عظام ترعاه الإبل. الغيث: المطر.
المعنى: يتساءل الشاعر فيقول: متى كانت الخيام منصوبة في هذا المكان ومتى فارقه أهله، ثم يتوجه بالدعاء - وهو يتذكر أهل هذه الخيام - أن ينزل عليها المطر.
الإعراب: "متى": اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل "كان" بعده أو بخبره. "كان": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح. "الخيام": اسمها مرفوع بالضمة. "بذي": الباء: حرف جر، "ذي": اسم مجرور بالباء وعلامة جرة الياء لأنه من الأسماء الخمسة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان. "طلوح": مضاف إليه مجرور. "سقيت": فعل مضارع مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. "الغيث": مفعول به منصوب. "أيتها": "أية": منادى نكرة مقصودة، بأداة نداء محذوفة، مبني على الضمّ في محل نصب على النداء، و"ها": حرف تنبيه لا محل له. "الخيامو": بدل من أيتها مرفوع مثله على البناء، وقد أشبعت الضمة فقلبت واوًا.
جملة "كان الخيام بذي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "سقيت الغيث": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وكذلك جملة "أيتها الخيامو".
والشاهد فيه قوله: "الخيامو" حيث أشبعت الضمة التي على الميم، فتولدت واو الإشباع.
(١) تقدم بالرقم ٣٦.
(٢) تقدم بالرقم ٣٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>