للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقولها: (فِي أَيَّامِ مِنًى) أي: أيام عيد الأضحى، أُضيفت إلى المكان، والمراد الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، وهي أيام التشريق، ففيه أن هذه الأيام داخلة في أيام العيد، وحكمه جارٍ عليها في كثير من الأحكام كجواز التضحية، وتحريم الصوم، واستحباب التكبير، وغير ذلك، قاله النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ- (١).

وقولها: (وَتَضْرِبَانِ) كذا بحذف المفعول في هذه الرواية؛ أي: الدفّ، وفي رواية البخاريّ: "تدفّفان، وتضربان".

وقولها: (وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسَجًّى بِثَوْبِهِ) أي: مغطَّى، قال القرطبي -رَحِمَهُ اللهُ -: تسجية النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وجهه بثوبه إعراض عنهما، وقالت في الحديث الآخر: إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان على الفراش مضطجعاً، وإنه حوّل وجهه عند غناء الجاريتين، وكأنه أعرض عن ذلك الغناء؛ لأنه من قبيل اللغو الذي يُعرَضُ عنه، وأما لعب الحبشة في المسجد، فكان لَعِباً بالحراب والدَّرَقِ تواثُباً ورَقْصاً بهما، وهو من باب التدريب على الحرب، والتمرين، والتنشيط عليه، وهو من قبيل المندوب، ولذلك أباحه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في المسجد. انتهى (٢).

وقولها: (فَانْتَهَرَهمَا أَبُو بَكْرٍ) - رضي الله عنه -؛ أي: زجر الجاريتين، وفي رواية للبخاريّ: "فانتهرني"؛ أي: زجرني، وكأنه زجرها؛ لتقريرها ذلك، وزجرهما لفعلهما.

وقولها: (فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ عَنْهُ) أي: كشف - صلى الله عليه وسلم - عن وجهه الغطاء عن نفسه، والتفت إلى أبي بكر في جهة الجاريتين، وهذا معنى قولها في الرواية الأخرى: "فأقبل عليه رسول الله لى الله عليه وسلم - "، وفي رواية في "الصحيح": "فكشف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن وجهه"، وفي رواية: "فكشف عن رأسه".

وقولها: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ) وفي الرواية الآتية: "فأقامني وراءه، خدّي على خدّه"، وفي الأخرى: "فوضعتُ رأسي على منكبه"، وفي الأخرى: "وقمتُ على الباب بين أذنيه وعاتقه"، وفي الأخرى: "فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خدّه"، وفي الأخرى: "أنظر بين أذنيه وعاتقه"، وكلّ هذه الروايات تعني أنها وقفت خلفه - صلى الله عليه وسلم - على باب


(١) "شرح النوويّ" ٦/ ١٨٤.
(٢) "المفهم" ٢/ ٥٣٦.