للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ) هو: سلمة بن عمرو بن الأكوع نُسب لجدّه الأسلميّ، أبو مسلم، أو أبو إياس الصحابيّ الشهير، شَهِدَ بيعة الرضوان، ومات بالمدينة سنة (٦٤) (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٤/ ٢٨٨.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من رباعيّات المصنّف، وهو (٣٥٧) من رباعيّات الكتاب، وهو مسلسلٌ بالمدنيين، غير شيخيه، فالأول مكيّ، ثم بغداديّ، والثاني بغلانيّ.

شرح الحديث:

(عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ)؛ أي: غزوها، (ثُمَّ إِنَّ اللهَ فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ)؛ أي: على المسلمين، (فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ)؛ أي: دخلوا في وقت المساء، وهو ما بين الظهر إلى المغرب، (الْيَوْمَ) منصوب على الظرفيّة لـ "أمسى"، (الَّذِي فُتِحَتْ) بالبناء للمفعول؛ أي: فُتحت خيبر (عَلَيْهِمْ)؛ أي: على المسلمين، (أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً) يطبخون بها لحوم الحمر الأهليّة، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ "، قَالُوا)؛ أي: الصحابة، (عَلَى لَحْمٍ)؛ أي: نوقدها لأجل طبخ لحم، (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟ " أي: على أيِّ لحم من أنواع اللحوم توقدونها؟ (قَالُوا: عَلَى لَحْمِ حُمُرٍ) وفي رواية البخاريّ: "قالوا: لحم حمر"، قال في "العمدة": يجوز في لفظ "لحم" الرفع، والنصب، فالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو لحم حمر، والنصب بنزع الخافض، والتقدير: على لحم حمر، والحمر بضمتين جمع حمار. انتهى (١).

(إِنْسِيَّةٍ) بالجرّ صفة "حُمُرٍ"، وهو بكسر الهمزة، وسكون النون، وكسر السين المهملة، وتشديد الياء آخر الحروف: نسبة الحمر إلى الإنس، ومعناه: الحمر الأهلية، وفي "المطالع": الأَنَسيّة بفتح الهمزة، وفتح النون، قاله في "العمدة" (٢).

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَهْرِيقُوهَا)؛ أي: أريقوها، فالهاء فيه زائدة، ووقع


(١) "عمدة القاري" ١٧/ ٢٣٦.
(٢) "عمدة القاري" ١٧/ ٢٣٦.