للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القاضي عياض في "الإكمال": كذا هو ابن مسعود عندنا في الأصل من رواية أبي بحر، وسَقَط لغيره من شيوخنا، وأُراه من إلحاق شيخه الكنانيّ (١).

وقال النوويّ: وكذا وقع في بعض نسخ بلادنا المعتمدة، ولكن لم يقع منسوبًا في معظمها، وذَكَره خَلَف الواسطيّ، والحميديّ، وغيرهما في مسند ابن مسعود، وهو الصواب. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: عبد الله هو ابن مسعود، وهكذا في رواية أبي بحر: "سألنا عبد الله بن مسعود"، ومن قال فيه: عبد الله بن عمرو، فقد أخطأ. انتهى (٣).

[[تنبيه آخر]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من سُداسيّات المصنّف - رحمه الله -، وأنه مسلسل بالكوفيين، سوى شيخه يحيى، فنيسابوريّ، وإسحاق فمروزيّ، وأن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض، وأن صحابيّه من كبار فقهاء الصحابة - رضي الله عنهم - جمّ المناقب.

شرح الحديث:

(عَنْ مَسْرُوقٍ) أنه (قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ) وفي بعض النسخ: "سألت عبد الله"، (عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ}) قال أبو السعود المفسّر - رحمه الله -: هذا كلام مستأنَف، مسوقٌ لبيان أن القتل الذي يَحْذَرونه، ويُحَذِّرون الناس منه، ليس مما يُحذر، بل هو من أجلّ المطالب التي يتنافس فيها المتنافسون، إثر بيان أن الحذر لا يُجدي، ولا يغني، وقُرئ: "ولا تحسِبَنَّ" بكسر السين، والمراد بهم: شهداء أُحد، وكانوا سبعين رجلًا، أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعثمان بن شهاب، وعبد الله بن جحش، وباقيهم من الأنصار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

قال: والخطاب للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو لكلّ من له حظّ من الخطاب، وقرئ


(١) "إكمال المعلم" ٦/ ٣٠٦.
(٢) "شرح النوويّ" ١٣/ ٣١.
(٣) "المفهم" ٣/ ٧١٥.