قال القرطبيّ -رحمه الله-: هذه الشجرة هي شجرة بيعة الرضوان التي قال الله تعالى فيها: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}[الفتح: ١٨]، وكانت بالحديبية التي تقدم ذِكرها، والمبايعون تحتها: كانوا ألفًا وأربعمائة، وقيل: وخمسمائة، كانوا بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الموت، أو على ألا يفرُّوا، على خلاف بين الرواة، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صالح أهل مكة، وكفى الله المؤمنين القتال، وأحرز لهم الثواب، وأثابهم فتحًا قريبًا، ورضوانًا عظيمًا. انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: قد تقدّم ذكر بيعة الرضوان في "باب صُلح الحديبية" من "كتاب الجهاد" برقم [٣٢/ ٤٦٢٩](١٧٨٦) فراجعه تستفد علْمًا جمًّا، وبالله تعالى التوفيق.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه اللهُ- أوّلَ الكتاب قال: