٥ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، تقدّم أيضًا في الباب الماضي.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من خماسيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو مسلسلٌ بالمدنيين، من يحيى، والأولان مكيّان، فمروان كوفيّ، ثم مكيّ، ثم دمشقيّ، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه - رأس المكثرين السبعة، روى (٥٣٧٤) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا أَن رِجَالًا مِنْ أُمَّتي" وسَاقَ الْحَدِيثَ) فاعل "ساق" ضمير النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويَحتَمِل أن يكون ضمير أبي هريرة - رضي الله عنه -، والأول أظهر.
[تنبيه]: لم أجد نصّ الحديث بتمامه، ويَحْتَمل أنه أراد حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الماضي قبل باب بنفس السند المذكور هنا، ولفظه:"قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا أن أشق على أمتي لأحببت أن لا أتخلّف خلف سريّة. . ." الحديث، والله تعالى أعلم.
(وَقَالَ فِيهِ)؛ أي: في جملة ذلك الحديث الذي ساقه: ("وَلَرَوْحَةٌ) تقدّم أن اللام لام الابتداء، وقيل: هي لام القَسَم، و"الروحة" بالفتح: المرّة من الرواح، وهو السير بعد الزوال إلى آخر النهار، وقوله:(فِي سَبِيلِ اللهِ) متعلّق بصفة لـ "روحة"، وهو الذي سوّغ الابتداء بالنكرة، (أَوْ) هما للتقسيم، لا للشكّ، (غَدْوَةٌ) بوزن رَوْحة، هو السير أول النهار إلى الزوال، وقوله:(خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) خبر المبتدأ، وهو "روحة"، والمعنى: أن ثواب الروحة، والغدوة في سبيل الله خير من نعيم الدنيا كلّها لو ملكها الإنسان، وتصوّر تنعّمه بها كلّها؛ لأنها زائلة فانية، ونعيم الجنّة باقية، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفق عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٠/ ٤٨٦٨](١٨٨٢)، و (البخاريّ) في "الجهاد" (٢٧٩٣)، و (الترمذيّ) في "فضل الجهاد" (١٦٤٩)، و (ابن ماجه) في "الجهاد" (٢٧٥٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٥٣٢ و ٥٣٣)، والله تعالى أعلم.