للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلا يكون من يأخذ الزكاة، ولا الجزية، ممن وجبت عليه، فيمتنع من وجب عليه حقّ من أدائه، والله تعالى أعلم (١).

٣ - (ومنها): أن فيه دليلًا على رضاه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من عمر - رضي الله عنه - بما وظفه على الكفرة في الأمصار من الجزية ومقدارها.

٤ - (ومنهما): ما قاله في "الفتح": وفيه التوصية بالوفاء لأهل الذِّمة؛ لِمَا في الجزية التي تؤخذ منهم من نَفْع المسلمين، وفيه التحذير من ظُلمهم، وأنه متى وقع ذلك نقضوا العهد، فلم يَجتب المسلمون منهم شيئًا، فتضيق أحوالهم، وذكر ابن حزم أن بعض المالكية احتجّ بقوله: "منعت العراق درهمها. . ." الحديث، على أنَّ الأرض المغنومة لا تُقسم، ولا تباع، وأن المراد بالمنع: منع الخراج، وردّه بأن الحديث ورد في الإنذار بما يكون من سوء العاقبة، وأن المسلمين سيُمنعون حقوقهم في آخر الأمر، وكذلك وقع. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(٩) - (بَابٌ فِي فَتْحِ قُسْطُنْطِينِيَّةَ، وَخُرُوجِ الدَّجَّال، وَنُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَام -)

قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: وقُسْطَنطِينَةُ، أو قُسْطَنْطِينِيّةُ بزيادة ياء مشددة، وقد تضم الطاء الأولى منهما: دار مَلِك الروم، وفتحُها من أشراط الساعة، وتُسَمَّى، بالرومية: بُوزَنْطِيَا، وارتفاع سوره أحد وعشرون ذراعًا، وكنيستها مُستطيلة، وبجانبها عمود عالٍ في دور أربعة أبواع تقريبًا، وفي رأسه فرس من نحاس، وعليه فارس، وفي إحدى يديه كُرَة من ذهب، وقد فتح أصابع يده الأخرى مشيرًا بها، وهو صورة قسطنطين بانيها. انتهى (٣).

وقال الشارح المرتضى - رَحِمَهُ اللهُ - في "شرحه": وقُسطنطينَةُ، أو قسطنطية


(١) "المفهم" ٧/ ٢٣٠.
(٢) "الفتح" ٦/ ٢٨٠.
(٣) "القاموس المحيط" ١/ ٨٨١.