وأما القرية فهي من قُرى قاشان: مدينة عند قُمّ، قاله في "اللباب"(١).
٣ - (عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ) الْهُذليّ، أبو عبد الله المدنيّ، ثقة فقية ثبت [٣](ت ٩٤) وقيل: سنة ثمان، وقيل غير ذلك (ع) تقدم في "المقدمة" ٣/ ١٤.
٤ - (ابْنُ عَبَّاسٍ) هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وُلد قبل الهجرة بثلاث سنين، ومات سنة ثمان وستين بالطائف (ع) تقدم في "الإيمان" ٦/ ١٢٤.
والباقيان ذُكرا في البابين الماضيين قبل باب.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من خُماسيّات المصنّف -رحمه الله -، وله فيه إسنادان فصل بينهما بحاء التحويل، وأنَّه مسلسل بالمدنيين غير شيخيه، فبغداديّان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه عبيد الله بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة، وفيه ابن عبَّاس الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي الله عنهما -، وقد دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفهم في القرآن، فكان يُسَمَّى البحر، والحبر؛ لسعة علمه، وقال عُمَر - رضي الله عنه -: لوأدرك ابن عباس أسناننا ما عاشَرَه منّا أحد، وهو أحد المكثرين السبعة من الصحابة، وأحد العبادلة الأربعة، ومن فقهاء الصحابة - رضي الله عنهم -.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ)؛ أي: أكثرهم جودًا، وسخاء، هذا هو المعلوم من خُلُقِه - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّه ما سئل شيئًا فمنعه؛ إذا كان مما يصحّ بذله، وإعطاؤه.
وقال في "الفتح": قوله: "كان النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس" فيه احتراس بليغ؛ لئلا يُتَخَيَّل من قوله:"وأجود ما يكون في رمضان" أن الأجودية خاصة منه برمضان فيه، فأثبت له الأجودية المطلقة أوّلًا، ثم عَطَف عليها زيادة ذلك في رمضان قولَهُ:"وأجود ما يكون في رمضان".
وقوله:"أجودَ الناس" بالنصب؛ لأنه خبر "كان"، وقَدَّم ابن عباس - رضي الله عنهما -
(١) "اللباب في تهذيب الأنساب" ٣/ ٣٦١ - ٣٦٢، و "القاموس المحيط" ص ١٣٩٤.