٤ - (جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ) بن جُنادة السُّوائيّ الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي الله عنهما -، نزل الكوفة، ومات بها بعد سنة سبعين (ع) تقدم في "الحيض" ٢٤/ ٨٠٨.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو (٢٩١) من رباعيّات الكتاب.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ) - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: رَأَيْتُ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: ليعترف بالزنا، (رَجُلٌ قَصِيرٌ)، وفي بعض النسخ:"وهو رجل قصير"، فقوله:"رجل" على النسخة الأولى خبر لمحذوف؛ أي: وهو رجل، والجملة حاليّة من "ماعز"، (أَعْضَلُ) بالضاد المعجمة؛ أي: مشتدّ الخَلْق، وفي الرواية التالية:"أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل قصير، أشعث، ذي عَضَلات" - بفتح المهملة، ثم المعجمة -: ما اجتمع من اللحم في أعلى باطن الساق، وسيأتي شرحه هناك. (لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ)، وفي الرواية التالية:"عليه إزار". (فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ زَنَى)، وفي الرواية التالية:"فردّه مرّتين"، وفي أخرى:"فردّه مرّتين، أو ثلاثًا"، وقد تقدّم وجه الجمع قريبًا، فلا تغفل. (فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلَعَلَّكَ") خبره محذوف؛ أي: لعلّك قبّلت، أو غمزت، أو نحو ذلك، كما صُرّح به في الروايات الأخرى، قال النوويّ - رحمه الله -: معنى هذا الكلام: الإشارة إلى تلقينه الرجوع عن الإقرار بالزنى، واعتذاره بشبهة يتعلق بها، كما جاء في الرواية الأخرى:"لعلك قَبَّلت، أو غَمَزت"، فاقتصر في هذه الرواية على "لعلك"؛ اختصارًا، وتنبيهًا، واكتفاءً بدلالة الكلام والحال على المحذوف؛ أي: لعلك قَبَّلت، أو نحو ذلك، ففيه استحباب تلقين المُقِرّ بحدّ الزنى، والسرقة، وغيرهما من حدود الله تعالى، وأنه يُقبل رجوعه عن ذلك؛ لأن الحدود مبنية على المساهلة والدرء، بخلاف حقوق الآدميين، وحقوق الله تعالى المالية؛ كالزكاة، والكفارة، وغيرهما، لا يجوز التلقين فيها، ولو رَجَع لم يُقبل رجوعه، وقد جاء تلقين الرجوع عن الإقرار بالحدود عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -،