١ - (أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ) - مصغّرًا - هو: أسعد بن سهل بن حُنيف الأنصاريّ، مشهور بكنيته، معدود من الصحابة؛ لرؤيته، ولم يسمع منه - صلى الله عليه وسلم -، ومات سنة مائة، وله اثنان وتسعون سنةً [٢](ع) تقدم في "الحيض" ١٨/ ٧٧٩.
والباقون تقدّموا قبل باب.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من خماسيّات المصنّف، وأنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، وقد دخل المدينة للأخذ عن مالك، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عبّاس - رضي الله عنهما - أحد المكثرين السبعة، والعبادلة الأربعة، والمشهورين بالفتوى.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي أُمَامَةَ) أسعد (بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ) بصيغة التصغير، له رؤية، وأبوه صحابيّ، وفي رواية للبخاريّ من طريق يونس، عن ابن شهاب:"قال أخبرني أبو أمامة"(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ) بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، سيف الله، أبو سليمان، من كبار الصحابة - رضي الله عنهم -، كان إسلامه بين الحديبية والفتح، وكان أميرًا على قتال أهل الرّدّة وغيرها من الفتوح، إلى أن مات - رضي الله عنه - سنة (١ أو ٢٢)، تقدّمت ترجمته في "الجهاد والسِّيَر" ١٣/ ٤٥٦٠. (مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْتَ مَيْمُونَةَ) بنت الحارث - رضي الله عنها -، وهذه الرواية صريحة في كون الحديث من مسند ابن عبّاس - رضي الله عنهما -، وفي رواية يونس التالية:"أن ابن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له: سيف الله أخبره"، فجعله من مسند خالد - رضي الله عنه -.
قال في "الفتح": وهذا الحديث مما اختُلف فيه على الزهريّ، هل هو من مسند ابن عباس، أو من مسند خالد؟ وكذا اختُلف فيه على مالك، فقال الأكثر: عن ابن عباس، عن خالد، وقال يحيى بن بكير في "الموطأ"، وطائفة: عن مالك، بسنده عن ابن عباس، وخالد أنهما دخلا، وقال يحيى بن يحيى التميميّ عن مالك، بلفظ:"عن ابن عباس، قال: دخلت أنا وخالد على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -"، أخرجه مسلم عنه - يعني: هذه الرواية - وكذا أخرجه من طريق