وَخُصِّصَتِ الآبَاءُ وَالأَهْلُ بِالدُّعَا … وَكَمْ صَاحِب دَانٍ وَنَاءٍ ذَكَرْنَاهُ
كَذَا فَعَلَ الْحُجَّاجُ هَاتِيكَ عَادَةً … وَمَا فَعَلَ الْحُجَّاجُ فِيهِ فَعَلْنَاهُ
وَظَلَّ إِلَى وَقْتِ الْغُرُوبِ وُقُوفُنَا … وَقِيلَ ادْفَعُوا فَالْكُلَّ مِنْكمْ قَبِلْنَاهُ
الإفاضة، والمبيت بمزدلفة، وذكرُ الله عند المشعر الحرام
أَفِيضوا وَأَنْتُمْ حَامِدُونَ إَلَاهَكُمْ … إِلَى مَشْعَرٍ جَاءَ الْكِتَابُ بِذِكْرَاهُ
وَسِيرُوا إِلَيْهِ وَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَهُ … فَسِرْنَا وَفِي وَقْتِ الْعِشَاءِ نَزَلْنَاهُ
وَفِيهِ جَمَعْنَا مَغْرِبًا وَعِشَاءَهَا … تَرَى عَائِدًا جَمْعًا لِجَمْعٍ جَمَعْنَاهُ
وَبِتْنَا بِهِ حَتَّى لَقَطْنَا جِمَارَنَا … وَرَبًّا شَكَرْنَاهُ عَلَى مَا هَدَانَاهُ
وَمِنْهُ أَفَضْنَا حَيْثُمَا النَّاسُ قَبْلَنَا … أَفَاضُوا وَغُفْرَانَ الإِلَاهِ طَلَبْنَاهُ
[نزول منى، والرمي، والحلق، والنحر]
وَنَحْوَ مِنًى مِلْنَا بِهَا كَانَ عِيدُنَا … وَنِلْنَا بِهَا مَا الْقَلْبُ كَانَ تَمَنَّاهُ
فَمَنْ مِنْكُمُ بِاللهِ عَيَّدَ عِيدَنَا … فَعِيدُ مِنًى رَبُّ الْبَرِيَّةَ أَعْلَاهُ
وَفِيهِ رَمَيْنَا لِلْعِقَابِ (١) جِمَارَنَا … وَلَا جُرْمَ إِلَّا مَعْ جِمَارٍ رَمَيْنَاهُ
وَبِالْجَمْرَةِ الْقُصْوَى بَدَانَا وَعِنْدَهَا … حَلَقْنَا وَقَصَّرْنَا لِشَعْرٍ حَضَرْنَاهُ
وَلَمَّا حَلَقْنَا حَلَّ لُبْسُ مَخِيطِنَا … فَيَا حِلْقَةً مِنْهَا الْمَخِيطَ لَبِسْنَاهُ
وَفِيهَا نَحَرْنَا الْهَدْيَ طَوْعًا لِرَبِّنَا … وَإِبْلِيس لَمَّا أَنْ نَحَرْنَا نَحَرْنَاهُ
وَمِنْ بَعْدِهَا يَوْمَانِ لِلرَّمْي عَاجِلًا … فَفِيهَا رَمَيْنَا وَالإِلَاهَ دَعَوْنَاهُ
وَإِيَّاهُ أَرْضَيْنَا بِرَمْي جِمَارِنَا … وَشَيْطَانَنَا الْمَرْجُومَ ثَمَّ رَجَمْنَاهُ
وَبِالْخَيْفِ أَعْطَانَا الَإِلَاهُ أَمَانَنَا … وَأَذْهَبَ عَنَّا كُلَّ مَا نَحْنُ نَخْشَاهُ
النَّفْرُ مِن منى
وَرُدَّتْ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ وُفُودُنَا … نَحِنُّ لَهُ كَالطَّيْرِ حَنَّ لِمَأوَاهُ
وَطُفْنَا طَوَافًا للإِفَاضَةِ حَوْلَهُ … وَفُزْنَا بِهِ بَعْدَ الْجِمَارِ وَزُرْنَاهُ
وَمِنْ بَعْدِ مَا زُرْنَا دَخَلْنَاهُ دَخْلَةً … كَأَنَّا دَخَلْنَا الْخُلْدَ حِينَ دَخَلْنَاهُ
(١) بالكسر جمع عقبة.