قال في "التاج": الشِّعْرُ بالكسر: هو كالعلْمِ وَزْنًا ومَعْنًى، وقيل: هو العِلْمُ بدقائقِ الأمور، وقيل: هو الإدْراكُ بالحَواسّ، وبالأخير فُسِّرَ قولُه تعالى:{وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}[الزمر: ٥٥]، قال: ثم غلبَ على منْظُومِ القولِ؛ لِشَرَفه بالوزنِ، والقافيةِ؛ أي: بالتزامِ وزنهِ على أوزان العربِ، والإتيان له بالقافية التي تربطُ وزنه، وتُظهر معناه، وإن كان كلُّ عِلمٍ شِعرًا، كما غلبَ الفِقهُ على عِلمِ الشرع، والعُودُ على المَندل، والنجمُ على الثريا، ومثلُ ذلك كثيرٌ. وربما سمَّوا البيتَ الواحدَ شِعرًا، حكاه الأخفشُ، قال ابن سِيدَهْ: وهذا عندي ليس بقويّ، إلا أن يكون على تَسمية الجُزءِ باسم الكُلّ. وعلل صاحبُ "المفرداتِ" غَلَبَته على المنظومِ بكونهِ مُشتملًا على دقائقِ العربِ، وخفايا أسرارها، ولطائفها، وقال الأزهريّ: الشعرُ: القريضُ المحدودُ بعلاماتٍ، لا يجاوزها، وجَمْعه: أشعارٌ، وشَعَرَ كنَصَرَ، وكَرُمَ شِعْرًا بالكسر، وشَعْرًا بالفتح: قالهُ؛ أي: الشعر، أو شَعَرَ كنصر: قاله، وشَعُرَ كَكَرُم: أجاده. انتهى (١).
وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: الشِّعْرُ العربي: هو النظم الموزون، وحدُّه ما تركب تركبًا متعاضدًا، وكان مُقَفًّى، موزونًا، مقصودًا به ذلك، فما خلا من هذه القيود، أو من بعضها، فلا يسمى شِعْرًا، ولا يسمى قائله شاعرًا، ولهذا ما ورد في الكتاب، أو السُّنَّة، موزونًا فليس بشعر؛ لعدم القصد، أو التقفية، وكذلك ما يَجري على ألسنة بعض الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من شَعَرْتُ: إذا