[تنبيه]: قوله: "لا يألو" بإفراد الضمير، مع أن المبتدأ، وهو "كلاهما" مثنى المعنى؛ لأنه يجوز فيه الوجهان، مراعاة اللفظ؛ لأن لفظ "كلا" مفرد، ومراعاة المعنى؛ لأن معناه مثنّى، قال الخضريّ رَحِمَهُ اللهُ: الأكثر في "كلا"، و "كلتا" مراعاة اللفظ، وبه جاء القرآن نصًّا في قوله تعالى:{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا}[الكهف: ٣٣]، وأما ضمير {خِلَالَهُمَا}، فيَحْتَمل رجوعه لـ {الْجَنَّتَيْنِ}، وإن كان مضافًا إليه، كما يرجع مع "كلّ" للمضاف إليه، وقد اجتمعا في قوله يَصِف فرسين تسابقا [من البسيط]:
فثنَّى "أَقْلعا"؛ أي تركا الجري؛ مراعاةً للمعنى، وراعى اللفظ في "رابي"، بمعنى منتفِخ من التعب. انتهى (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.