للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ) بن الخطاب - رضي الله عنهما -، تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٢.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو (٤٤٤) من رباعيّات الكتاب، وهو مسلسل بالتحديث، والسماع، وبالمدنيين غير شيوخه الثلاثة، كما أسلفته آنفًا، وفيه ابن عمر - رضي الله عنهما - أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.

شرح الحديث:

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ العدويّ مولاهم المدنيّ؛ (أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ) بن الخطّاب - رضي الله عنهما - (يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِ الْحِجْرِ) - بكسر الحاء المهملة، وسكون الجيم -: بلد بين الشام والحجاز، وعن قتادة فيما ذكره الطبريّ: الحِجر: اسم الوادي الذي كانوا به، وعن الزهريّ: هو اسم مدينتهم، وكان نَهيُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إياهم بقوله: "لا تدخلوا" حين مرُّوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحِجر في حال توجههم إلى تبوك.

وفي الرواية التالية: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم"، وقال المهلَّب: إنما قال: "لا تدخلوا" من جهة التشاؤم بتلك البقعة التي نزل بها السخط، يدل عليه قوله تعالى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [إبراهيم: ٤٥] في مقام التوبيخ على السكنى فيها، وقد تشاءم بالبقعة التي نام فيها عن الصلاة، ورحل عنها، ثم صلى، فكراهية الصلاة في موضع الخسف أَولى، ثم استثنى من ذلك قوله: "إلا أن تكونوا باكين"، فأباح الدخول فيه على وجه البكاء، والاعتبار، وهذا يدلس على أن من صلى هناك لا تفسد صلاته؛ لأن الصلاة موضع بكاء، واعتبار. انتهى (١).

(لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ) بفتح الذال المعجمة؛ يعني: ديار هؤلاء، وهم أصحاب الحجر، قوم ثمود، وهؤلاء قوم صالح؛ وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم، ممن هو كصفتهم، وإن كان السبب ورد فيهم. (إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ) ليس المراد الاقتصار في ذلك على ابتداء الدخول، بل دائمًا عند


(١) "عمدة القاري" ٤/ ١٩١.