للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روى عن أبي كثير السَّحَيميّ، وعنه وكيعٌ. قال الحافظ: قرأت بخط الذهبيّ: لا يُعرف.

تفرّد به المصنّف، مقرونًا بالأوزاعيّ، وعكرمة بن عمار، وليس له في هذا الكتاب إلَّا هذا الحديث.

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (الْكَرْمَة، وَالنَّخْلَةِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: "الْكَرْم، وَالنَّخْلِ") قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا يُشكل مع قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تقولوا للعنب: الكرم، فإن الكرم قلب المؤمن"، رواه مسلم. ويزول الإشكال بأن نقول: إطلاق هذا كان قبل النهي، ثم بعد ذلك وَرَد النهي، أو يقال: إنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يدخل في هذا الخطاب، فإنه قال فيه: "ولا تقولوا"، فواجَهَنا به، والمخاطِبُ غير المخاطَب، كما تقرّر في الأصول. انتهى (١).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يَحْتَمِل أن هذا الاستعمال كان قبل النهي، ويَحْتَمِل أنه استعمله بيانًا للجواز، وأن النهي عنه ليس للتحريم، بل لكراهة التنزيه، ويَحتمل أنهم خوطبوا به للتعريف؛ لأنه المعروف في لسانهم الغالب في استعمالهم. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(٥) - (بَابُ كَرَاهَةِ انْتِبَاذِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ مَخْلُوطَيْنِ)

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:

[٥١٣٧] (١٩٨٦) - (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأنصَارِيُّ، أَنَّ النَّبِي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ، وَالْبُسْرُ وَالتَّمْرُ).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ) الأُبُليّ، أبو محمد، صدوقٌ يَهِم، ورُمي بالقدر، من صغار [٩] (ت ٢٣٥) وله بضع و (٩٠) سنة (م د س) تقدم في "الإيمان" ١٢/ ١٥٧.


(١) "المفهم" ٥/ ٢٥٨.
(٢) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٥٤.