للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ) سعد بن مالك بن سنان -رضي الله عنهما-، تقدّم قريبًا.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من ابن الهاد، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو سعيد -رضي الله عنه- أحد المكثرين السبعة.

شرح الحديث:

(عَنْ يُحَنِّسَ) -بضمّ الياء، وفتح الحاء، وتشديد النون، مكسورةً، ومفتوحةً-، قاله النوويّ رحمه الله (١). (مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ) بن العوّام (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: بَيْنَا) تقدّم غير مرّة أن أصلها "بين" الظرفيّة، أُشبعت فتحها، فتولّدت منها الألف، وهي مضافة إلى جملة "نحن نسير … إلخ"، وتحتاج إلى جواب، وهو هنا قوله: "إذ عَرَض … إلخ". (نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالْعَرْجِ) -بفتح العين المهملة، وإسكان الراء، وبالجيم- وهي قريةٌ جامعةٌ، من عمل الْفُرْع، على نحو ثمانية وسبعين ميلًا من المدينة، قاله النوويّ رحمه الله (٢). (إِذْ عَرَضَ) بفتحتين، من باب ضرب؛ أي: ظهر (شَاعِرٌ) لا يُعرف اسمه (٣). (يُنْشِدُ) بضمّ أوله، من الإنشاد رباعيًّا، يقال: أنشدت الشعر إنشادًا: قرأته، وهو النشيد، فَعِيل بمعنى مفعول، وتناشد القوم الشعر، قاله الفيّوميّ (٤).

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "خُدوا الشَّيْطَانَ)؛ يعني: الرجل الشاعر، (أَوْ) للشكّ من الراوي؛ أي: أو قال: (أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ) قال القرطبيّ رحمه الله: إنما فعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل مع هذا الشاعر؛ لِمَا عَلِم من حاله، فلعل هذا الشاعر كان ممن قد عُرف من حاله أنه قد اتَّخذ الشعر طريقًا للكسب، فيُفْرِط في المدح إذا أُعطي، وفي الهجو والذمِّ إذا مُنع، فيؤذي الناس في أموالهم وأعراضهم، ولا خلاف في أن كل من كان على مثل هذه الحالة فكل ما يكتسبه بالشعر حرام، وكل ما يقوله حرام عليه من ذلك، ولا يحلّ الإصغاء


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ١٥.
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ١٥.
(٣) "تنبيه المعلم" ص ٣٨٧.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٦٠٥ بزيادة من "القاموس" ص ١٢٨٤.