الجهاد إنما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد، فمن اتفق له أنه جمع ذلك، كمن يذكر الله بلسانه وقلبه، واستحضاره، وكل ذلك حال صلاته، أو في صيامه، أو تصدّقه، أو قتاله الكفار مثلًا فهو الذي بلغ الغاية القصوى، والعلم عند الله تعالى.
وأجاب القاضي أبو بكر بن العربيّ - رَحِمَهُ اللهُ - بأنه ما من عمل صالح إلا والذكر مشترَط في تصحيحه، فمن لم يذكر الله بقلبه عند صَدَقته، أو صيامه مثلًا فليس عمله كاملًا، فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية، ويشير إلى ذلك حديث:"نية المؤمن أبلغ من عمله "(١)، ذكره الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو بحث نفيسٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.