سعد: كان ثقةً، وله أحاديث، ليست بالكثيرة، وكان قد خَرَج مع ابن الأشعث، وشَهِدَ دَيْرَ الجماجم، فأُتِي به الحجَّاج فقتله، وذكره ابن حبان في "الثقات".
أخرج له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود في "المراسيل"، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب أربعة أحاديث فقط: هذا برقم (١٥٠)، وأعاده في "الزكاة"، و (١٠٨٦): "الشهر هكذا، وهكذا … "، وأعاده بعده، و (٢٢٥٨): "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا … "، و (٢٣٩٧): "ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًّا … ".
وقوله: (ثُمَّ قَالَ: "أَقِتَالًا) الهمزة للاستفهام الإنكاريّ، و"قتالًا" بالتاء من القتل، وهو مفعول مطلق لعامل محذوف، أي: أتقاتلني قتالًا.
وفي رواية البخاريّ: "ثم قال: أَقْبِلْ أي سعد"، أمر من الإقبال، أو القبول، قاله في "الفتح" (١).
[تنبيه]: قوله: "أقتالًا" بالتاء المثنّاة من فوقُ، هكذا النسخ، ووقع في "الفتح" ما نصّه: ووقع عند مسلم: "إقبالًا أي سعد" على أنه مصدر، أي: أتقابلني إقبالًا بهذه المعارضة. انتهى، وهذا الذي قاله لم يقع في النسخ التي بين أيدينا؛ إذ كلها بالتاء، لا بالموحّدة، والله أعلم.
وقوله:(أَيْ سَعْدُ) "أي" حرف نداء، أي يا سعد، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.