للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يتحقق معه حصول الغمّ، وكانوا في الطرف الأقصى من رعاية خاطره - صلى الله عليه وسلم - أن يحصل له تشويش، ولو قَلّ، والقَلَق لما يُقْلِقه، والغضب لما يُغضبه، والهمّ لما يُهِمه - رضي الله عنهم -.

٣٩ - (ومنها): أن الغضب والحزن يَحْمِل الرجل الوَقُور على ترك التأني المألوف منه؛ لقول عمر - رضي الله عنه -: ثم غلبني ما أجد ثلاث مرات.

٤٠ - (ومنها): شدة الفزَع والجزَع للأمور المهمة.

٤١ - (ومنها): جواز نظر الإنسان إلى نواحي بيت صاحبه، وما فيه، إذا عَلِمَ أنه لا يَكره ذلك، وبهذا يُجمع بين ما وقع لعمر - رضي الله عنه - هنا، وبين ما ورد من النهي عن فضول النظر، أشار إلى ذلك النوويّ رحمه الله.

قال الحافظ: وَيحْتَمِل أن يكون نظر عمر - رضي الله عنه - في بيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وقع أولًا اتِّفاقًا، فرأى الشعير والقرظ مثلًا، فاستقلّه، فرفع رأسه؛ لينظر هل هناك شيء أنفس منه؟ فلم ير إلا الأهب، فقال ما قال، ويكون النهي محمولًا على من تعمّد النظر في ذلك، والتفتيشَ ابتداءً.

٤٢ - (ومنها): أن فيه كراهيةَ سخط النعمة، واحتقار ما أنعم الله به، ولو كان قليلًا، والاستغفار من وقوع ذلك، وطلب الاستغفار من أهل الفضل.

٤٣ - (ومنها): أن فيه إيثارَ القناعة، وعدمَ الالتفات إلى ما خُصّ به الغير من أمور الدنيا الفانية.

٤٤ - (ومنها): أن فيه المعاقبةَ على إفشاء السرّ بما يليق بمن أفشاه (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(٦) - (بَابٌ إِنَّ الْمُطَلَّقَةَ الْبَائِنَ لَا نَفَقَةَ لَهَا، وَلَا سُكْنَى)

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[٣٦٩٦] (١٤٨٠) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ


(١) راجع: "الفتح" ١١/ ٦٢٠ - ٦٢٣ "كتاب النكاح" رقم (٥١٩١).