رَوَى عن أبيه، أو جدّه أبي عقرب، وعائشة، وأسماء بنتي أبي بكر الصديق، وعمرو بن العاص، والعبادلة الأربعة.
ورَوى عنه عبد الملك بن عمير، وعليّ بن زيد بن جُدعان، والأسود بن شيبان، وابن جريج، وشعبة.
قال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسمّاه شعبة: معاوية بن عمرو، وقال: كنت آتيه أنا وأبو عمرو بن العلاء، فاسأله عن الفقه، ويسأله أبو عمرو عن العربية.
أخرج له البخاريّ في "الأدب المفرد"، والمصنّف، وأبو داود، والنسائيّ، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث.
٥ - (أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْر) الصديق زوج الزبير بن العوام، من كبار الصحابة -رضي الله عنهم-، عاشت مائة سنة، وماتت سنة ثلاث، أو أربع وسبعين (ع) تقدمت في "الطهارة" ٣٣/ ٦٨١.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من خُماسيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو مسلسل بالبصريين.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي نَوْفَل) بفتح النون، وسكون الواو، تقدّم الخلاف في اسمه آنفًا، أنه قال:(رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ) الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي الله عنهما - المقتول في ذي الحجة سنة (٧٣ هـ)، (عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ) متعلّق بـ "رأيت"، والمراد بالمدينة هنا مدينة مكة، لا مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن ابن الزبير - رضي الله عنهما - إنما قُتل في مكة.
قال القرطبيّ - رحمه الله -: قول أبي نوفل: "رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة"؛ يعني: أنه رآه مصلوبًا على خشبة على عقبة المدينة، صلبه الحجاج بعد أن قُتل في المعركة منكسًا، وكان من حديثه ما قد تقدَّم بعضه، وذلك أنه لمّا مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ولم يولِّ أحدًا، بقي الناس لا خليفة لهم، ولا إمام مدّة قد تقدَّم ذِكرها، فعند ذلك بايع الناس لعبد الله بن الزبير بمكة، واجتمع على طاعته أهل الحجاز، وأهل اليمن، والعراق وخراسان، وحجّ بالناس ثماني حجج، ثم بايع أهل الشام لمروان بن الحكم،