للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَرَادَفَتِ الأَشْوَاقُ وَاضْطَرَمَ الْحَشَا … فَمَنْ ذَا لَهُ صَبْرٌ وَتَضْرَمُ أَحْشَاهُ

وَأَسْرَى بِنَا الْحَادِي فَأَمْعَنَ فِي السُّرَى … وَوَلَّى الْكَرَى نَوْمَ الْجُفُونِ نَفَيْنَاهُ

[الإحرام من الميقات]

وَلَمَّا بَدَا مِيقَاتُ إِحْرَامِ حَجِّنَا … نَزَلْنَا بِهِ وَالْعِيسَ فِيهِ أَنَخْنَاهُ

لِيَغْتَسِلَ الْحُجَّاجُ فِيهِ وَيُحْرِمُوا … فَمِنْهُ نُلَبِّي رَبَّنَا لَا حُرِمْنَاهُ

وَنَادَى مُنَادٍ لَلْحَجِيج لِيُحْرِمُوا … فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ أَجَابَ ولَبّاهُ

وَجُرِّدَتِ الْقُمْصَانُ وَالْكلُّ أَحْرَمُوا … وَلَا لُبْسَ لَا طِيبٌ جَمِيعًا هَجَرْنَاهُ

وَلَا لَهْوَ لَا صَيْدٌ وَلَا نَقْرَبُ النِّسَا … وَلَا رَفَثٌ لَا فِسْقَ كُلًّا رَفَضْنَاهُ

وَصِرْنَا كَأَمْوَاتٍ لَفَفْنَا جُسُومَنَا … بِأَكْفَانِنَا كُلٌّ ذَلِيلٌ لِمَوْلَاهُ

لَعَلَّ يَرَى ذُلَّ الْعِبَادِ وَكَسْرَهُمْ … فَيَرْحَمَهُمْ رَبٌّ يُرَجّونَ رُحْمَاهُ

يُنَادُونَهُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ذَا الْعُلَا … وَسَعْدَيْكَ كُلَّ الشِّرْكِ عَنْكَ نَفَيْنَاهُ

فَلَوْ كُنْتَ يَا هَذَا تُشَاهِدُ حَالَهُمْ … لأَبْكَاكَ ذَاكَ الْحَالُ فِي حَالِ مَرْآهُ

وُجُوهُهُمُ غُبْرٌ وَشُعْثٌ رُؤُوسُهُمْ … فَلَا رَأْسَ إِلَّا لِلإِلَهِ كَشَفْنَاهُ

لَبِسْنَا دُرُوعًا مِنْ خُضُوعٍ لِرَبِّنَا (١) … وَمَا كَانَ مِنْ دِرْعِ الْمَعَاصِي خَلَعْنَاهُ

وَذَاكَ قَلِيلٌ فِي كَثِيرِ ذُنُوبِنَا … فَيَا طَالَمَا رَبُّ الْعِبَادِ عَصَيْنَاهُ

إِلَى زَمْزَمٍ زُمَّتْ رِكَابُ مَطِيِّنَا … وَنَحْوَ الصَّفَا عِيسَ الْوُفُودِ صَفَفْنَاهُ

نَؤُمُّ مَقَامًا لِلْخَلِيلِ مُعَظَّمًا … إِلَيْهِ اسْتَبَقْنَا وَالرِّكَابَ حَثَثْنَاهُ

وَنَحْنُ نُلَبِّي فِي صُعُودٍ وَمَهْبَطٍ … كَذَا حَالُنَا فِي كُلِّ مَرْقًى رَقِينَاهُ

وَكَمْ نَشَزٍ عَالٍ عَلَتْهُ وُفُودُنَا … وَتَعْلُو بِهِ الأَصْوَاتُ حِينَ عَلَوْنَاهُ

نَحُجُّ لِبَيْتٍ حَجَّهُ الرُّسْلُ قَبْلَنَا … لِنَشْهَدَ نَفْعًا فِي الْكِتَابِ وُعِدْنَاهُ

دَعَانَا إِلَيْهِ اللهُ قَبْلَ بِنَائِهِ … فَقُلْنَا لَهُ لَبَّيْكَ دَاعٍ أَجَبْنَاهُ

أَتَيْنَاكَ لَبَّيْنَاكَ جِئْنَاكَ رَبَّنَا … إِلَيْكَ هَرَبْنَا وَالأَنَامَ تَرَكْنَاهُ

وَوَجْهَكَ نَبْغِي أَنْتَ لِلْقَلْبِ قِبْلَةٌ … إِذَا مَا حَجَجْنَا أَنْتَ لِلْحَجِّ رُمْنَاهُ

فَمَا الْبَيْتُ مَا الأَرْكَانُ مَا الْحِجْرُ مَا الصَّفَا … وَمَا زَمْزَمٌ أَنْتَ الَّذِي قَدْ قَصَدْنَاهُ


(١) وفي نسخة: "مِنْ خُضُوعِ ذُنُوبِنَا".