للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ) -بغين معجمة، وثاء مثلثة- الراسبيّ، أو الزهرانيّ البصريّ، ثقةٌ، ورُمي بالإرجاء [٦] (خ م د س) تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٤.

٤ - (أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ) -بفتح النون وسكون الهاء- هو: عبد الرحمن بن مَلّ -بلام ثقيلة، والميم مثلثة- مشهور بكنيته، مخضرمٌ ثقةٌ، ثبتٌ، عابدٌ، من كبار [٢] مات سنة خمس وتسعين، وقيل: بعدها، وعاش مائة وثلاثين سنة، وقيل أكثر (ع) تقدم في "المقدمة" ٣/ ٩.

٥ - (أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ) هو: عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضّار -بفتح الحاء المهملة، وتشديد الضاد المعجمة- الصحابي المشهور، أَمَّره عمر، ثم عثمان، وهو أحد الْحَكَمين بصِفِّين، مات سنة خمسين، وقيل: بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" ١٦/ ١٧١.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من خماسيّات المصنّف رحمهُ اللهُ، وأنه مسلسل بالبصريين، وفيه محمد بن المثنّى أحد التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة، وتقدّموا غير مرّة، وفيه أبو عثمان النهديّ مخضرم معمّر عاش مائة وثلاثين، وقيل أكثر، وفيه أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- الصحابيّ المشهور أحسن الصحابة صوتًا بالقراءة، الذي أُعطي مزمارًا من مزامير آل داود عليه السَّلام، كما وصفه به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ) عبد الله بن قيس -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَائِطٍ مِنْ حَائِطِ الْمَدِينَةِ)؛ أي: بستان من بساتينها، (وَهُوَ مُتَّكِئٌ) جملة في محل نصب على الحال؛ أي: حال كونه معتمِدًا على عود، والاتّكاء: الاعتماد، قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: تَوَكأ على عصاه: اعتمد عليها، واتّكَأَ: جلس متمكِّنًا، وفي التنزيل: {وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} [الزخرف: ٣٤]؛ أي: يجلسون، وقال: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} الآية [يوسف: ٣١]؛ أي: مجلسًا يجلسن عليه، قال ابن الأثير: والعامّة لا تعرف الاتكاءَ إلا الميل في القعود معتمدًا على أحد الشقين، وهو يُستعمل في المعنيين جميعًا، يقال: اتَّكأ: إذا أسند ظهره، أو جَنْبه إلى شيء، معتمدًا عليه، وكلُّ من اعتمد على شيء فقد اتَّكَأ عليه، وقال السّرَقُسْطِيّ أيضًا: أتْكَأْتُهُ: أعطيته ما يتكئ عليه؛ أي: ما