(٦١٩١)، وفي "الأدب المفرد"(١/ ٢٨٤)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(٦/ ١٤٦)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٩/ ٣٠٧)، وفوائده تقدّمت في الأحاديث الماضية، والله تعالى أعلم.
(اعلم): أن في هذه الترجمة إشارةً إلى الردّ على من منع تكنية من لم يولد له؛ مستندًا إلى أنه خلاف الواقع، فقد أخرج ابن ماجه، وأحمد، والطحاويّ، وصححه الحاكم، من حديث صهيب، أن عمر قال له: ما لك تُكنى أبا يحيى، وليس لك ولد؟ قال:"إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كناني".
وأخرج سعيد بن منصور، من طريق فضيل بن عمرو، قلت لإبراهيم: إني أُكنى أبا النضر، وليس لي ولد، وأسمع الناس يقولون: من اكتنى، وليس له ولد، فهو أبو جَعْر، فقال إبراهيم: كان علقمة يُكنى أبا شِبْل، وكان عقيمًا لا يولد له، وقوله: جَعْر -بفتح الجيم، وسكون المهملة- وشِبْل -بكسر المعجمة، وسكون الموحدة-.
وأخرج البخاريّ في "الأدب المفرد" عن علقمة قال: كناني عبد الله بن مسعود قبل أن يولد لي، وقد كان ذلك مستعملًا عند العرب، قال الشاعر:
لَهَا كُنْيَةُ عَمْروٍ وَلَيْسَ لَهَا عَمْرٌو
وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهريّ قال: كان رجال من الصحابة يكتنون قبل أن يولد لهم.
وأخرج البخاريّ عن هلال الوزان قال: كناني عروة قبل أن يولد لي (١).
وأخرج الطبرانيّ عن علقمة، عن ابن مسعود، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كناه أبا عبد الرحمن قبل أن يولد له، وسنده صحيح.
قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلًا بأنه سيعيش حتى يولد له،
(١) قال الحافظ: وكنية هلال المذكور أبو عمرو، ويقال: أبو أمية، ويقال غير ذلك.