للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَأَنْتَ مُنَانَا أَنْتَ غَايَةُ سُؤْلِنَا … وَأَنْتَ الَّذِي دُنْيَا وَأُخْرَى أَرَدْنَاهُ

إِلَيْكَ شَدَدْنَا الرَّحْلَ نَخْتَرِقُ الْفَلَا … فَكَمْ سُدَّ سَدٌّ فِي سَوَادٍ خَرَقْنَاهُ

كَذَلِكَ مَا زِلْنَا نُحَاوِلُ سَيْرَنَا … نَهَارًا وَلَيْلًا عِيسَنَا مَا أَرَحْنَاهُ

إِلَى أَنْ بَدَا إِحْدَى الْمَعَالِمِ مِنْ مِنَى .. وَهَبَّ نَسِيمٌ بِالْوِصَالِ نَشِقْنَاهُ (١)

وَنَادَى بِنَا حَادِي الْبِشَارَةِ وَالْهَنَا … فَهَذَا الْحِمَى هَذَا ثَرَاهُ غَشِينَاهُ

[رؤية البيت]

وَمَا زَالَ وَفْدُ اللهِ يَقْصِدُ مَكَّةً … إِلَى أَنْ بَدَا الْبَيْتُ الْعَتِيقُ وَرُكْنَاهُ

فَضَجَّتْ ضُيُوفُ اللهِ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَا … وَكَبَّرَتِ الْحُجَّاجُ حِينَ رَأَيْنَاهُ

وَقَدْ كَادَتِ الأَرْوَاحُ تَزْهَقُ فَرْحَةً … لِمَا نَحْنُ مِنْ عُظْمِ السُّرُورِ وَجَدْنَاهُ

تُصَافِحُنَا الأَمْلَاكُ مَنْ كَانَ رَاكِبًا … وَتَعْتَنِقُ الْمَاشِي إِذَا تَتَلَقَّاهُ

[طواف القدوم]

فَطُفْنَا بِهِ سَبْعًا رَمَلْنَا ثَلَاثَةً … وَأَرْبَعَةً مَشْيًا كَمَا قَدْ أُمِرْنَاهُ

كَذَلِكَ طَافَ الْهَاشِمِيُّ مُحَمَّدٌ … طَوَافَ قُدُوم مِثْلَ مَا طَافَ طُفْنَاهُ

وَسَالَتْ دُمُوعٌ مِنْ غَمَامِ جُفُونِنَا … عَلَى مَا مَضَى مِنْ إِثْمِ ذَنْب كَسَبْنَاهُ

وَنَحْنُ ضُيُوفُ اللهِ جِئْنَا لِبَيْتِهِ … نُرِيدُ الْقِرَى نَبْغِي مِنَ اللهِ حُسْنَاهُ

فَنَادَى بِنَا أَهْلًا ضُيُوفِي تَبَاشَرُوا … وَقَرُّوا عُيُونًا فَالْحَجِيجَ قَبِلْنَاهُ

غَدًا تَنْظُرُوني فِي جِنَانِ خُلُودِكُمْ … وَذَاكَ قِرَاكُمْ مَعْ نَعِيمٍ ذَخَرْنَاهُ

فَأَيُّ قِرًى يَعْلُو قِرَانَا لِضَيْفِنَا … وَأَيُّ ثَوَابٍ مِثْلَ مَا قَدْ أَثَبْنَاهُ

وَكُلُّ مُسِيءٍ قَدْ أَقَلْنَا عِثَارَهُ … وَلَا وِزْرَ إِلًّا عَنْكُمُ قَدْ وَضَعْنَاهُ

وَلَا نَصَبٌ إِلَّا وِعِنْدِي جَزَاؤُهُ … وَكُلَّ الَّذِي أَنْفَقْتُمُوهُ حَسَبْنَاهُ

سَأُعْطِيكُمُ أَضْعَافَ أَضْعَافِ مِثْلِهِ … فَطِيبُوا نُفُوسًا فَضْلَنَا قَدْ فَضِلْنَاهُ

فَيَا مَرْحَبًا بالْقَادِمِينَ لِبَيْتِنَا … إِلَيَّ حَجَجْتُمْ لَا لِبَيْتٍ بَنَيْنَاهُ

عَلَيَّ الْجَزَا مِنِّي الْمَثُوبَةُ وَالرِّضَى … ثَوَابَكُمُ يَوْمَ الْجَزَا أَتَوَلَّاهُ


(١) وقع في النسخة: "نسقناه"، بالسين المهملة، والظاهر أن الصواب "نَشِقناه" بالشين المعجمة، من باب تعب بمعنى شممناه، فليُحرّر.