(اعلم): أن حنينًا - بحاء مهملة، ونون، مصغرًا -: وادٍ إلى جنب ذي المجاز، قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا، من جهة عرفات، قال أبو عبيد البكريّ: سُمِّي باسم حنين بن قابثة بن مهلائيل، قال أهل المغازي: خرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين لست خلت من شوال، وقيل: لليلتين بقيتا من رمضان، وجمع بعضهم بأنه بدأ بالخروج في أواخر رمضان، وسار سادس شوال، وكان وصوله إليها في عاشره، وكان السبب في ذلك أن مالك بن عوف النَّصْريّ جمع القبائل، من هوازن، ووافقه على ذلك الثقفيون، وقصدوا محاربة المسلمين، فبلغ ذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إليهم، قال عمر بن شَبّة في "كتاب مكة": حدّثنا الحزاميّ - يعني: إبراهيم بن المنذر - حدّثنا ابن وهب، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، أنه كَتَبَ إلى الوليد: أما بعدُ، فإنك كتبت إليّ تسألني عن قصة الفتح، فذكر له وقتها، فأقام عامئذ بمكة نصف شهر، ولم يزد على ذلك، حتى أتاه أن هوازن وثقيفًا قد نزلوا حُنينًا، يريدون قتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا قد جمعوا إليه، ورئيسهم عوف بن مالك.
ولأبي داود بإسناد حسن، من حديث سهل ابن الحنظلية: أنهم ساروا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين، فأطنبوا السير، فجاء رجل، فقال: إني انطلقت من بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم، بظُعُنهم، ونَعَمهم، وشائهم، قد اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال:"تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله تعالى".
وعند ابن إسحاق، من حديث جابر ما يدلّ على أن هذا الرجل هو عبد الله بن أبي حدرد الأسلميّ، ذكره في "الفتح"(١).
(١) "الفتح" ٩/ ٤٢٣ - ٤٢٤، كتاب "المغازي" رقم (٤٣١٤).