للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد الرحمن، ثقةٌ ثبتٌ، من صغار [٨] (ت ١٨٧)، وقيل: بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" ٦١/ ٣٣٩.

والباقون ذُكروا في الباب وقبله.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من خُماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأنه مسلسل بالمدنيين، من هشام، والباقون كوفيّون، وفيه رواية الابن عن أبيه، عن خالته، وفيه عروة من الفقهاء السبعة، وعائشة -رضي الله عنها- من المكثرين السبعة.

شرح الحديث:

عَن هِشَامِ بن عروة (عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزبير أنه (قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: أَبَوَاكَ) في الرواية التالية: تعني: أبا بكر والزبير، (وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا)؛ أي: أجابوا، فالسين والتاء زائدتان، كما قال الشاعر [من الطويل].

وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النِّدَا … فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ

أي: لم يُجبه.

(لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ) بفتح، فسكون: الجِراح، وأشارت عائشة -رضي الله عنها- إلى ما جرى في غزوة حمراء الأسد، وهو موضع على نحو ثمانية أميال من المدينة، وكان من حديثها: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- لمّا رجع إلى المديذنة من أُحد بمن بقي من أصحابه، وأكثرهم جريح، وقد بلغ منهم الجَهد، والمشقة نهايته، أمَرهم بالخروج في أَثَر العدوِّ مرهّبًا لهم، وقال: "لا يخرجن إلا من كان شَهد أُحدًا"، فخرجوا على ما بهم من الضَّعف والجراح، وربما كان فيهم المثقل بالجراح، لا يستطيع المشي، ولا يجد مركوبًا، فربما يُحْمَل على الأعناق، كل ذلك امتثالٌ لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورغبة في الجهاد، والشهادة، حتى وصلوا إلى حمراء الأسد، فلقيهم نعيم بن مسعود، فأخبرهم أن أبا سفيان بن حرب، ومن معه من قريش قد جمعوا جموعهم، وأجمعوا رأيهم على أن يرجعوا إلى المدينة، فيستأصلوا أهلها، فقالوا ما أخبرنا الله به عنهم: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: ١٧٣]، وبينا قريش قد أجمعوا على ذلك؛ إذ جاءهم معبد الخزاعيّ، وكانت خزاعة حلفاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعيبة نُصحه، وكان قد رأى حال أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وما هم عليه، ولمّا رأى عَزْم