للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(٢٦) - (بَابٌ مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَالِدِ جَابِرٍ - رضي الله عنهما -)

هو: عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام الأنصاريّ الخزرجيّ السَّلَميّ، والد جابر الصحابيّ المشهور، معدود في أهل العقبة، وبدر، وكان من النقباء، واستُشهِد بأُحُد، ثَبَت ذِكره في "الصحيحين" من حديث ولده، قال: أتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في دَيْن كان على أبي، فدفعت عليه الباب … الحديث بطوله، ومن حديثه أيضًا قال: لَمّا قُتل أبي يوم أُحد، جعلت أكشف الثوب عن وجهه … الحديث، وفيه: "ما زالت الملائكة تُظلّه بأجنحتها"، ورَوى الترمذيّ من حديث جابر: لقيني النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟ " فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل أبي، وترك دَينًا وعيالًا، فقال: "ألا أخبرك؟ ما كلَّم الله أحدًا قطّ إلا من وراء حجاب، وكلّم أباك كِفَاحًا، قال: يا عبدي سَلْني أُعْطِك. . ." الحديث.

وقال جابر: حَوَّلت أبي بعد ستة أشهر، فما أنكرت منه شيئًا إلا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض.

ورَوى مالك في "الموطأ" عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة؛ أنه بلغة أن عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو بن حرام كانا قد حَفَر السيل عن قبرهما، وكانا في قبر واحد مما يلي السيل، فحَفَر عنهما، فوُجدا لم يتغيرا، كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما وضع يده على جرحه، فدُفن، وهو كذلك، فأُمِطيت يده عن جرحه، ثم أُرسلت، فرجعت كما كانت، وكان بين الوقتين ست وأربعون سنة.

وروى أبو يعلى، وابن السكن، من طريق حبيب بن الشهيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جزى الله الأنصار عنّا خيرًا، لا سيما عبد الرحمن بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة"، وأخرجه النسائيّ من هذا الوجه، لكن لفظه: "لا سيما آل عمرو بن حرام". انتهى (١).


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ١٨٩.