للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (أَبُو سُفْيَانَ) طلحة بن نافع الإسكاف الواسطيّ، نزيل مكة، صدوقٌ [٤] (ع) تقدّم في "الإيمان" ٤/ ١١٧.

٥ - (جَابِرُ) بن عبد الله بن عمرو بن حرام - رضي الله عنهما -، تقدّم قريبًا.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من خماسيّات المصنّف - رحمه الله -، وأنه مسلسل بالكوفيين إلى الأعمش، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه جابر - رضي الله عنه - من المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ جَابِرٍ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ) - بفتح الغين المعجمة -: اسم من الْغَزو، يقال: غزاه غَزْوًا: أراده، وطلبه، وقصده، كاغتزاه، وغزا العدوَّ: سار إلى قتالهم، وانتهابهم، قاله المجد - رحمه الله - (١). (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا) اسم "إنّ" مؤخرًا، ولذا دخلت عليه اللام، (مَا) نافية، (سِرْتُمْ) بكسر السين، من باب باع، (مَسِيرًا) بفتح، فكسر: مصدر ميميّ لسار؛ أي: سيرًا، (وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا) قال الفيّوميّ - رحمه الله -: وَدَى الشيءُ: إذا سال، ومنه اشتقاق الوادي: وهو كلُّ منفرِجٍ بين جبال، أو آكام يكون منفَذًا للسَّيل، والجمع أودية. انتهى (٢). (إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ)؛ أي: في الأجر والصواب، وقوله: (حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ") جملة مستأنَفة استئنافًا بيانيًّا، وهو ما وقع جوابًا عن سؤال مقدّر، تقديره هنا: كيف يكونون معنا، ولم يشاركونا الغزو؟، فأجابهم بأن المرض مَنَعهم من مشاركتكم، فكان لهم الأجر مثلكم؛ لنيّتهم الصالحة.

وفي حديث أنس - رضي الله عنه - عند البخاريّ: "إلا وَهُمْ معنا فيه، حَبَسهم العذر"، قال في "الفتح": وفي رواية الإسماعيليّ: "إلا وهم معكم فيه بالنية"، ولابن حبان، وأبي عوانة، من حديث جابر: "إلا شَرِكوكم في الأجر" بدل قوله: "إلا كانوا معكم"، والمراد بالعذر: ما هو أعمّ من المرض، وعدم


(١) "القاموس المحيط" ص ٩٤٧.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٥٤.