للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي) "أراني" بضم الهمزة؛ أي: ولا أظنه إلَّا أن موتي قَرُب.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(١٦) - (بَابٌ مِنْ فَضَائِلِ أُمِّ سَلَمَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنهما -)

هي: هند بنت أبي أمية - واسمه حذيفة، وقيل: سهل - ابن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم القرشية المخزومية، أم المؤمنين، مشهورة بكنيتها، معروفة باسمها، وشذّ من قال: إن اسمها رملة، وكان أبوها يُلَقَّب زاد الركب؛ لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لَمْ يحمل أحد معه من رفقته، زادًا، بل هو كان يكفيهم، وأمها عاتكة بنت عامر كنانية من بني فِرَاس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو ابن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة، ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وأخرج ابن أبي عاصم من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرَّحمن، عن أم سلمة قالت: لمّا خطبني النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قلت له: فِيَّ خلالٌ ثلاث: أما أنا فكبيرة السنّ، وأنا امرأة مُعِيل، وأنا امرأة شديدة المغيرة، فقال: "أنا أكبر منك، وأما العيال فإلى الله، وأما المغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك"، فتزوجها، فلمّا دخل عليها قال: "إن شئت سبّعت لك، وإن سبّعت لك سبّعت لنسائي"، فرضيت بالثلاث، والحديث في "الصحيح" من طرق.

وأخرج ابن سعد من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها، وهو من أهل الجَنَّة، ثم لَمْ تتزوج بعده إلَّا جمع الله بينهما في الجَنَّة، وكذا إذا ماتت امرأة، وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوج بعدي، قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلَّا وأنا أريد أن أطيعك، قال: فإذا مت