أخبرنا حميد، قال: سألت أنساً - رضي الله عنه - عن صيام النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما كنت أحبّ أن أراه من الشهر صائماً إلا رأيته، ولا مفطراً إلا رأيته، ولا من الليل قائماً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته، ولا مَسِسْتُ خَزَّةً، ولا حريرةً ألين من كَفّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا شَمِمْتُ مِسْكَةً، ولا عَبِيرةً أطيب رائحةً من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٦/ ٢٧٢٨](١١٥٨)، و (البخاريّ) في "الصوم"(١٩٧٢ و ١٩٧٣)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ١٥٩ و ٢٠٨ و ٢٥٢)، و (عبد بن حميد) في "مسنده"(١٣٢٢)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٦/ ٢٤٠)، و (ابن سعد) في "الطبقات"(١/ ٣٨٧)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٣/ ٢٣٤)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
(١) عدلت عن ترجمة الشرّاح، كالنوويّ وغيره إلى هذه الترجمة؛ لكونها مختصرة، وبنحوها ترجم القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ- في "مختصره"، فقال: "كراهية سرد الصوم، وبيان أفصل الصوم"، وأيضاً في ترجمة الشراح زيادة: "لمن تضرَر به، أو فوّت به حقًّا، أو لم يُفطر العيدين والتشريق إلخ"، وهذه الزيادات ليست في نصوص أحاديث الباب، وإنما هي من توجيهات العلماء في بيان سبب النهي، فلا يليق أن تذكر في الترجمة؛ لأن التراجم إنما تؤخذ من نصوصّ الأحاديث الواردة في الباب، فليُتنبّه لذلك.