واستحباب التسمية بعبد الله، وكراهة الطُّرُوق للقادم من سفر إذا لَمْ يعلم أهله بقدومه قبل ذلك، وفيه جواز وَسْم الحيوان؛ ليتميّز، وليُعرف، فيردّها من وجدها، وفيه تواضع النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ووَسْمه بيده. انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه، وقد تقدّم في "كتاب الأدب"[٥٦٠٠ و ٥٦٠١](٢١٤٤) وتقّدم تخريجه، وبيان فوائده هناك، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:
(٢١) - (بَابٌ مِنْ فَضَائِلِ بِلَالٍ - رضي الله عنه -)
هو: بلال بن رَبَاح الحبشيّ المؤذن، وهو بلال ابن حَمَامة، وهي أمه، اشتراه أبو بكر الصديق - رضي الله عنهما - من المشركين لَمّا كانوا يعذبونه على التوحيد، فأعتقه، فلزم النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأَذَّن له، وشَهِد معه جميع المشاهد، وآخى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينه وبين أبي عُبيدة بن الجراح، ثم خرج بلال بعد النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مجاهدًا إلى أن مات بالشام.