للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو نعيم: كان تِرْبَ أبي بكر - رضي الله عنهما -، وكان خازن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

ورَوَى أبو إسحاق الْجُوزجاني في "تاريخه" من طريق منصور، عن مجاهد، قال: قال عمار: كلٌّ قد قال ما أرادوا -يعني: المشركين - غير بلال، ومناقبه كثيرة مشهورة.

قال ابن إسحاق: كان لبعض بني جُمَح مُوَلَّدًا من مولديهم، واسم أمه حَمَامة، وكان أمية بن خلف يُخرجه إذا حَمِيت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت، أو يكفر بمحمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فيقول وهو في ذلك: أَحدٌ أَحدٌ، فمرّ به أبو بكر، فاشتراه منه بعبد له أسود جَلْد.

قال البخاريّ: مات بالشام زمن عمر - رضي الله عنهما -، وقال ابن بُكير: مات في طاعون عَمَواس، وقال عمرو بن عليّ: مات سنة عشرين، وقال ابن زَبْر: مات بِدَارِيَا، وفي "المعرفة" لابن منده: أنه دُفِن بِحَلَب، ذكره في "الإصابة" (١).

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وتُسمَّى أمُّه: حمامة، واختُلف في كنيته، فقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الكريم، وقيل: أبو عبد الرَّحمن، وقيل: أبو عمرو، وكان حبشيًّا.

قال ابن إسحاق: كان بلال لبعض بني جُمَح مُوَلَّدًا من مولّديهم، وقيل: من مُولَّدي مكة، وقيل: من مولدي السّراة، وقال عبد الله بن مسعود: أول من أظهر الإسلام رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبو بكر، وعمار، وأمه سُمَيَّة، وصُهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فمَنَعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، وألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلَّا واتاهم (٢) على ما أرادوه منه إلَّا بلالًا، فإنَّه هانت عليه نفسه في الله تعالى، وهان على قومه، فأعطوه الوِلدان، فجعلوا


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ١/ ٣٢٦.
(٢) أي: وافقهم على ما قالوا، يقال: آتيته على الأمر بمعنى: وافقته، وفي لغة لأهل اليمن تُبدل الهمزة واوًا، فيقال: واتيته على الأمر مواتاةً، وهي المشهورة على السنة الناس، قاله في "المصباح" ١/ ٤.