للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من سُداسيّات المصنّف رحمه الله، وأن نصفه الأول مسلسلٌ بالمصريين، ويونس وإن كان أيليًّا إلا أنه نزل مصر، ونصفه الثاني مسلسل بالمدنيين، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو سلمة أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وفيه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أحد المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) -رضي الله عنهما- (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- بِمَرِّ الظَّهْرَانِ) -بفتح الميم، وتشديد الراء- والظهران -بفتح الظاء، وسكون الهاء- بلفظ تثنية الظَّهر، وهو موضع معروف على دون مرحلة من مكة (١). (وَنَحْنُ نَجْنِي)؛ أي: نقتطف (الْكَبَاثَ) هو ثمر الأراك، وهو الْبَرِير بموحدة، بوزن الْحَرِير، فإذا اسوَدّ فهو الكباث، وقال ابن بطال: الكباث ثمر الأراك الغَضّ منه، والْبَرِير ثمره الرطب واليابس، وقال ابن التين: الذي في اللغة أنه ثمر الأراك، وقيل: هو نضيجه، فإذا كان طَرِيًّا فهو موز، وقيل عكس ذلك، وأن الكباث الطريّ، وقال أبو عبيد: هو ثمر الأراك إذا يبس، وليس له عجم، قال أبو زياد: يشبه التين يأكله الناس والإبل والغنم، وقال أبو عمرو: هو حارّ كان فيه ملحًا. انتهى، وقال عياض: الكباث ثمر الأراك، وقيل: نضيجه، وقيل: غَضّه. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ رحمه الله: و"الكَبَاث" هو النضيج من ثمر الأراك، قاله الأصمعيُّ، وقال غيره: الصواب أن الكباث هو الذي لم ينضج، والمرْد (٣): هو الذي نضج، واسْوَدّ، وأنشد [من الطويل]:

وَغَيَّر مَاءُ الْمَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُهُ … كَلَوْنِ النَّؤُور (٤) وَهْيَ أَدْمَاءُ سَارُهَا


(١) "عمدة القاري" ٢١/ ٧٥.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٣٨٠، كتاب "الأطعمة" رقم (٥٤٥٣).
(٣) المرد بفتح، فسكون: الغَضّ من ثمر الأراك، أو نضيجه. اهـ. "ق".
(٤) "النَّؤُور" كصَبُور: النِّيلج، وهو بالكسر: دخان الشحم يعالج به الوَشْم ليخضرّ. اهـ. "ق".