للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَيَا صَاحِبِي مَنْ مِثْلُنَا فِي مَقَامِنَا … وَمَنْ ذَا الَّذِي قَدْ نَالَ مَا نَحْنُ نِلْنَاهُ

عَلَى عَرَفَاتٍ قَدْ وَقَفْنَا بِمَوْقِفٍ … بِهِ الذَّنْبُ مَغْفُورٌ وَفِيهِ مَحَوْنَاهُ

وَقَدْ أَقْبَلَ الْبَارِي عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ … وَقَالَ ابْشِرُوا (١) فَالْعَفْوَ فِيكُمْ نَشَرْنَاهُ

وَعَنْكُمْ ضَمِنَّا كُلَّ تَبِعَةٍ جَرَتْ … عَلَيْكُمْ وَأَمَّا حَقُّنَا فَوَهَبْنَاهُ

أَقَلْنَاكُمُ مِنْ كُلِّ مَا قَدْ جَنَيْتُمُ … وَمَا كَانَ مِنْ عُذْرٍ لَدَيْنَا عَذَرْنَاهُ

فَيَا مَنْ أَسَا يَا مَنْ عَصَى لَوْ رَأَيْتَنَا … وَأَوْزَارُنَا تُرْمَى وَيَرْحَمُنَا اللهُ

وَدِدْتَ بِأَنْ لَوْ كُنْتَ بَيْنَ رِحَالِنَا … وَتَرْجُو رَحِيمًا كُلُّنَا يَتَرَجَّاهُ

وَقَفْنَا لَدَيْهِ تَائِبِينَ مِنَ الْخَطَا … وَغُفْرَانَنَا مِنْ رَبِّنَا قَدْ طَلَبْنَاهُ

أُمِرْنَا بحُسْنِ الظَّنِّ وَاللهُ حَثَّنَا … عَلَيْهِ وَهَذَا فِي الْحَدِيثِ رَوينَاهُ

عَلَيْهِ اتَّكَلْنَا وَاطْمَأَنَّتْ قُلُوبُنَا … لِمَا عِنْدَهُ مِنْ وُسْع عَفْوٍ عَرَفْنَاهُ

فَطُوبَى لِمَنْ ذَاكَ الْمُقَامُ مُقَامُهُ … وَبُشْرَاهُ فِي يَوْمِ التَّغَابُنِ بُشْرَاهُ

تَرَى مَوْقِفًا فِيهِ الْخَزَائِنُ فُتِّحَتْ … وَأوْلَى عَلَيْنَا اللهُ مِنْهُ عَطَايَاهُ

فَصَالَحَ مَهْجُورًا وَأَقْرَبَ مُبْعَدًا … وَذَاكَ مَقَامُ الصُّلْحِ لِلصُّلْحِ قُمْنَاهُ

وَدَارَ عَلَيْنَا الْكَأسُ بِالْفَضْلِ وَالرِّضَا … سُقِينَا شَرَابًا مِثْلَهُ مَا سُقِينَاهُ

فَإِنْ شِئْتَ تُسْقَى مَا سُقِينَا عَلَى الْحِمَى … فَخَلِّ الْوَنَى وَاقْصِدْ مَقَامًا قَصَدْنَاهُ

وَفِيهِ بَسَطْنَا لِلرَّحِيلِ كُفُوفَنَا … فَقَالَ كُفِيتُمْ عَفْوُنَا قَدْ بَسَطْنَاهُ

وَأَعْتَقَنَا كُلًّا وَأَهْدَرَ مَا مَضَى … وَقَالَ لَنَا كُلُّ الْعِتَابِ طَوَيْنَاهُ

ذكرُ خِزْي إبليس اللعين

فَإِبْلِيسُ مَغْمُومٌ لِكَثْرَةِ مَا يَرَى … مِنَ الْعِتْقِ مَحْقُورًا ذَلِيلًا دَحَرْنَاهُ

عَلَى رَأسِهِ يَحْثُو التُّرَابَ مُنَادِيًا … بِأَعْوَانِهِ ويلَاهُ ذَا الْيَوْمَ ويلَاهُ

وَأَظْهَرَ مِنَّا حَسْرَةً وَنَدَامَةً … وَكُلُّ بِنَاءٍ قَدْ بَنَاهُ هَدَمْنَاهُ

تَرَكْنَاهُ يَبْكِي بَعْدَ مَا كَانَ ضَاحِكًا … فَكَمْ مُذْنِبٍ مِنْ كَفِّهِ قَدْ سَلَلْنَاهُ

وَكَمْ أَمَلٍ نِلْنَاهُ يَوْمَ وُقُوفِنَا … وَكَمْ مِنْ أَسِيرٍ لِلْمَعَاصِي فَكَكْنَاهُ

وَكَمْ قَدْ رَفَعْنَا لِلإِلَاهِ مَطَالِبًا … وَلَا أَحَدًا مِمَّنْ نُحِبُّ نَسِينَاهُ


(١) من بابي علم وضرب، كما في "القاموس".