(١٨) - (بَابٌ مِنْ فَضَائِلِ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - - رضي الله عنها -)
هي: أم أيمن مولاة النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وحاضنته، قال أبو عمر: اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حِصْن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وكان يقال لها: أم الظباء، وقال ابن أبي خيثمة: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قال: أم أيمن اسمها بركة، وكانت لأم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:"أم أيمن أمي بعد أمي".
وقال أبو نعيم: قيل: كانت لأخت خديجة، فوهبتها للنبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقال ابن سعد: قالوا: كان ورثها من أبيه، فأَعتق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أم أيمن حين تزوج خديجة، وتزوج عُبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن، فولدت له أيمن، فصحب النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاستُشهد يوم حُنين، وكان زيد بن حارثة لخديجة، فوهبته لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأعتقه، وزوّجه أم أيمن بعد النبوة، فولدت له أسامة.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن طارق بن شهاب قال: لمّا قُبض النبيّ بكت أم أيمن، فقيل لها: ما يبكيك؟ قالت: أبكي على خبر السماء، وفيه: لمّا قُتل عمر بكت أم أيمن، فقيل لها: فقالت: اليوم وَهَى الإسلام.
وأخرج البخاريّ في تاريخه، ومسلم، وابن السكن، من طريق الزهريّ قال: كان من شأن أم أيمن أنَّها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، والد النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكانت من الحبشة، فلما وَلَدت آمنة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعدما توفي أبوه كانت أم أيمن تحضنه حتى كَبُر، ثم أنكحها زيد بن حارثة.
وأخرج أحمد، والبخاريّ، وابن سعد من طريق سليمان التيميّ عن أنس: أن الرجل كان يجعل للنبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النخلات، حتى فُتحت عليه قريظة، والنضير، فجعل يردّ بعد ذلك، فكلمني أهلي أن أسأله الذي كانوا أعطوه، أو بعضه، وكان أعطاه لأم أيمن، فسألته، فأعطانيه، فجاءت أم أيمن، فجعلت تلوح بالثوب، وتقول: كلا والله لا يعطيكهنّ، وقد أعطانيهنّ، فقال النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لك كذا وكذا"، وتقول: كلا حتى أعطاها، حسبته قال: عشرة أمثاله، أو قريبًا من عشرة أمثاله.